لقد
تم‌ لبني‌ إسرائيل‌ الظل‌ و الطعام‌ و الشراب‌ بلا كلفة و مشقّة، ‌فلا‌
غني‌ و فقير، و ‌لا‌ جائع‌ و متخم‌، و ‌لا‌ كادح‌ و مترف‌، ‌لا‌ ملكية
لوسائل‌ الإنتاج‌، و ‌لا‌ إجحاف‌ ‌في‌ التوزيع‌، و ‌لا‌ ‌من‌ ‌کل‌ حسب‌
طاقته‌، و لكل‌ حسب‌ عمله‌، ‌لا‌ شي‌ء إطلاقا سوى المساواة ‌في‌ العيش‌،
دون‌ مقابل‌ ‌من‌ مال‌ ‌أو‌ عمل‌ ‌أو‌ ‌ أي ‌ شي‌ء آخر.

و
‌هذا‌ أوّل‌ و آخر شعب‌ يسعد بهذا النوع‌ ‌من‌ العيش‌، بالاضافة ‌الى
الوحدة لغةً و ثقافةً و تاريخاً .. و سنثبت‌ ‌ان‌ اللّه‌ عامل‌ ‌هذا‌
الشعب‌ معاملة خاصة دون‌ ‌النّاس‌ أجمعين‌.


و
‌إذا‌ ‌لم‌ يكن‌ ‌من‌ سبب‌ إقتصادي‌ ‌أو‌ قومي‌ للتشاحن‌ و التطاحن‌، و
‌لا‌ للجريمة و الفساد فلماذا أفسدوا و تمرّدوا ‌على الناصح‌ الأمين‌
موسى ‌بن‌ عمران‌ (ع‌)! و كيف‌ ملّوا حياة التساوي‌ ‌في‌ الغنى، و قالوا:
لن‌ نصبر عليها أبدا، و نريد ‌أن‌ يستعين‌ بعضنا ببعض‌، و قابلوا النعم‌
المتتالية بالكفران‌ و العصيان‌!.


.........ثم يقول المفسِّر : و لكن‌ ‌إذا‌ تم‌ للإنسان‌ ‌ما يحتاج‌ اليه‌
‌في‌ حياته‌ فلن‌ تتم‌ ‌له‌ السكينة و الاستقرار الا ‌إذا‌ آمن‌ بمبادئ‌
إنسانية، يلائم‌ بينها و ‌بين‌ سلوكه‌، و رَكَن‌ ‌الى دين‌ قويم‌ يعصمه‌
‌عن‌ الخطايا و الذنوب‌.