تفسير سورة الانسان

> ومن السورة التى يذكر فيها الانسان وهى كلها مكية آياتها ثلاثون آية وكلماتها مائتان وأربعون كلمة وحروفها ألف وأربع وخمسون <
> { بسم الله الرحمن الرحيم }
< < الإنسان : ( 1 ) هل أتى على . . . . . > > وبإسناده عن ابن عباس فى قوله تعالى { هل أتى على الإنسان } يقول أتى على آدم { حين من الدهر } أربعون سنة مخلوقا مصورا { لم يكن شيئا مذكورا } يذكر ولا يدرى ما هو وما اسمه وما يراد به إلا الله < < الإنسان : ( 2 ) إنا خلقنا الإنسان . . . . . > > { إنا خلقنا الإنسان } يعنى ولد آدم { من نطفة أمشاج } من نطفة آدم وحواء ويقال أمشاج يعنى الألوان مختلطا ماء الرجل أبيض غليظ وماء المرأة أصفر رقيق فالولد يكون منهما { نبتليه } نختبره بالشدة والرخاء ويقال نختبره بالخير والشر { فجعلناه سميعا بصيرا } فجعلنا له السمع لكى يسمع به الحق والهدى والبصر لكى يبصر به الحق والهدى ويقال نبتليه نختبره بالخير والشر والكفر والإيمان مقدم ومؤخر < < الإنسان : ( 3 ) إنا هديناه السبيل . . . . . > > { إنا هديناه السبيل } بينا له طريق الإيمان والكفر والخير والشر { إما شاكرا } مؤمنا { وإما كفورا } كافرا ويقال إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا < < الإنسان : ( 4 ) إنا أعتدنا للكافرين . . . . . > > { إنا أعتدنا للكافرين } أبى جهل وأصحابه { سلاسل وأغلالا } فى النار { وسعيرا } نارا وقودا < < الإنسان : ( 5 ) إن الأبرار يشربون . . . . . > > { إن الأبرار } المصدقين فى إيمانهم المطيعين لله { يشربون من كأس } يشربون فى الجنة من خمر { كان مزاجها } خلطها { كافورا > { < الإنسان : ( 6 ) عينا يشرب بها . . . . . > > { عينا يشرب بها } منها { عباد الله } أولياء الله { يفجرونها تفجيرا } يمزجونها تمزيجا ويقال يفجرون عين الكافور حيثما يشاءون فى الجنة إلى منازلهم وقصورهم < < الإنسان : ( 7 ) يوفون بالنذر ويخافون . . . . . > > ثم وصف نعتهم إذا كانوا فى الدنيا فقال الله { يوفون بالنذر } بالعهد والحلف بالله ويقال يتمون الفرائض { ويخافون يوما } عذاب يوم { كان شره } عذابه { مستطيرا } فاشيا < < الإنسان : ( 8 ) ويطعمون الطعام على . . . . . > > { ويطعمون الطعام على حبه } على قلته وشهوته { مسكينا ويتيما } من المسلمين { وأسيرا } من المسلمين فى أيدى المشركين ويقال أهل السجن < < الإنسان : ( 9 ) إنما نطعمكم لوجه . . . . . > > { إنما نطعمكم لوجه الله } فيما بينهم وبين ربهم ولم يتكلموا به ولكن أخبر الله عن صدق قلوبهم فقال إنما نطعمكم لوجه الله لثواب الله وكرامته { لا نريد منكم جزاء } مكافأة تجازوننا به { ولا شكورا } محمدة تحمدوننا به < < الإنسان : ( 10 ) إنا نخاف من . . . . . > > { إنا نخاف من ربنا } من عذاب ربنا { يوما عبوسا } كلوحا { قمطريرا } شديدا يقول شديد عذاب ذلك اليوم وهوله ويقال هو تعبس الوجه < < الإنسان : ( 11 ) فوقاهم الله شر . . . . . > > { فوقاهم الله } دفع عنهم { شر ذلك اليوم } عذاب ذلك اليوم { ولقاهم } أعطاهم { نضرة } حسن الوجوه والبهاء { وسرورا } فرحا فى القلب < < الإنسان : ( 12 ) وجزاهم بما صبروا . . . . . > > { وجزاهم } أعطاهم { بما صبروا } فى الدنيا على الفقر والمرازى { جنة وحريرا > { < الإنسان : ( 13 ) متكئين فيها على . . . . . > > { متكئين فيها } جالسين ناعمين فى الجنة { على الأرائك } على السرر فى الحجال فلا تكون أريكة إلا إذا اجتمعا فاذا تفرقا فليس بأريكة { لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا } يقول لا يصيبهم حر الشمس ولا برد الزمهرير < < الإنسان : ( 14 ) ودانية عليهم ظلالها . . . . . > > { ودانية } قريبة { عليهم ظلالها } ظلال الشجر { وذللت } سخرت وقربت { قطوفها } ثمرها { تذليلا } تسخيرا < < الإنسان : ( 15 ) ويطاف عليهم بآنية . . . . . > > { ويطاف عليهم } فى الخدمة { بآنية من فضة وأكواب } كيزان بلا آذان ولا عرا { كانت قواريرا > { < الإنسان : ( 16 ) قوارير من فضة . . . . . > > { قوارير من فضة قدروها } على أكف الغلمان { تقديرا } ويقال قدروا الشراب فيها تقديرا لا يفضل ولا يعجز < < الإنسان : ( 17 ) ويسقون فيها كأسا . . . . . > > { ويسقون فيها } في الجنة { كأسا } خمرا { كان مزاجها } خلطها { زنجبيلا > { < الإنسان : ( 18 ) عينا فيها تسمى . . . . . > > { عينا فيها } فى الجنة { تسمى } تلك العين { سلسبيلا } ويقال سل الله إليها سبيلا

< < الإنسان : ( 19 ) ويطوف عليهم ولدان . . . . . > > { ويطوف عليهم } فى الخدمة { ولدان } وصفاء { مخلدون } فى الجنة لا يموتون ولا يخرجون ويقال محلون { إذا رأيتهم } لو رأيتهم يا محمد { حسبتهم لؤلؤا منثورا } فى الصفاء ويقال كثيرا قد نثر عليهم < < الإنسان : ( 20 ) وإذا رأيت ثم . . . . . > > { وإذا رأيت } يا محمد { ثم } فى الجنة { رأيت } لأهلها { نعيما } دائما { وملكا كبيرا } لا يدخل عليهم أحد إلا بالسلام والاستئذان < < الإنسان : ( 21 ) عاليهم ثياب سندس . . . . . > > { عاليهم } على أكتافهم إن قرأت بالألف { ثياب سندس خضر } ما لطف من الديباج { وإستبرق } ما ثخن من الديباج { وحلوا أساور من فضة } ألبسوا أقبية من فضة { وسقاهم ربهم شرابا طهورا } من الدنس ويقال يطهرهم من الغل والغش والعداوة < < الإنسان : ( 22 ) إن هذا كان . . . . . > > { إن هذا } الذى وصفت من الطعام والشراب واللباس { كان لكم جزاء } ثوابا من الله { وكان سعيكم مشكورا } عملكم مقبولا فى الزيادة < < الإنسان : ( 23 ) إنا نحن نزلنا . . . . . > > { إنا نحن نزلنا عليك القرآن } جبريل بالقرآن { تنزيلا } متفرقا آية وآيتين وسورة < < الإنسان : ( 24 ) فاصبر لحكم ربك . . . . . > > { فاصبر لحكم ربك } على قضاء ربك ويقال على تبليغ رسالة ربك { ولا تطع منهم } من كفار قريش { إثما } فاجرا كذابا يعنى الوليد بن المغيرة { أو كفورا } كافر بالله وهو عتبة بن ربيعة < < الإنسان : ( 25 ) واذكر اسم ربك . . . . . > > { واذكر اسم ربك } صل بأمر ربك { بكرة وأصيلا } غدوة وعشيا يعنى صلاة الفجر والظهر والعصر < < الإنسان : ( 26 ) ومن الليل فاسجد . . . . . > > { ومن الليل فاسجد له } فصل صلاة المغرب والعشاء { وسبحه ليلا طويلا } صل له فى الليل وهو التطوع ويقال كان خاصة عليه دون أصحابه صلاة الليل < < الإنسان : ( 27 ) إن هؤلاء يحبون . . . . . > > { إن هؤلاء } أهل مكة { يحبون العاجلة } العمل للدنيا { ويذرون وراءهم } يتركون العمل لما أمامهم { يوما ثقيلا } شديدا هو له وعذابه < < الإنسان : ( 28 ) نحن خلقناهم وشددنا . . . . . > > { نحن خلقناهم } يعنى أهل مكة { وشددنا أسرهم } قوينا خلقهم { وإذا شئنا بدلنا أمثالهم } يعنى أهلكناهم { تبديلا } إهلاكا يقول لوشئنا لأهلكنا هؤلاء الكفرة الفجرة وبدلنا خيرا منهم وأطوع لله < < الإنسان : ( 29 ) إن هذه تذكرة . . . . . > > { إن هذه } السورة { تذكرة } عظة من الله { فمن شاء اتخذ إلى ربه } فمن شاء وحد واتخذ بذلك إلى ربه { سبيلا } مرجعا < < الإنسان : ( 30 ) وما تشاؤون إلا . . . . . > > { وما تشاؤون } من الخير والشر والكفر والايمان { إلا أن يشاء الله } لكم أن تشاءوا ذلك { إن الله كان عليما } بما تشاءون من الخير والشر { حكيما } حكم أن لا تشاءوا من الخير والشر إلا ما يشاء < < الإنسان : ( 31 ) يدخل من يشاء . . . . . > > { يدخل من يشاء في رحمته } يكرم من يشاء بدين الاسلام من كان أهلا لذلك { والظالمين } الكافرين المشركين { أعد لهم } عذابا قريبا فى الآخرة { عذابا أليما } وجيعا يخلص وجعه إلى قلوبهم