تفسير سورة مريم

ومن السورة التى يذكر فيها مريم وهى كلها مكية آياتها ثمان وتسعون وكلماتها تسعمائة واثنان وستون وحروفها ثلاثة آلاف وثلثمائة وحرفان <
> بسم الله الرحمن الرحيم <
>
< < مريم : ( 1 ) كهيعص > > وبإسناده عن ابن عباس فى قوله تعالى { كهيعص } قال هو ثناء أثنى به على نفسه يقول كاف هاد عالم صادق ويقال كاف كاف لخلقه هاهادى لخلقه يا يدالله على خلقه وعين عالم بأمرهم صاد صادق بوعده ويقال الكاف من كريم والهاء من هاد والياء من حليم والعين من عليم والصاد من صادق ويقال من صدوق ويقال هو قسم أقسم به < < مريم : ( 2 ) ذكر رحمة ربك . . . . . > > { ذكر رحمة ربك } يقول هذا ذكر ربك { عبده زكريا } رحمته بولد مقدم ومؤخر < < مريم : ( 3 ) إذ نادى ربه . . . . . > > { إذ نادى ربه } دعا زكريا ربه فى المحراب { نداء خفيا } أشره وأخفاه من قومه < < مريم : ( 4 ) قال رب إني . . . . . > > { قال رب } يا رب { إني وهن العظم مني } ضعف بدنى { واشتعل الرأس شيبا } أخذ الرأس شمطا { ولم أكن بدعائك رب شقيا }

) يقول لم أكن عندك بدعائى يا رب خائبا < < مريم : ( 5 ) وإني خفت الموالي . . . . . > > { وإني خفت الموالي } يعنى الورثة { من ورائي } أن لا يكون من بعدى وارث يرث حبورتى ومكانى ويقال قلت ورثتى إن قرأت بنصب الخاء وكسر الفاء { وكانت امرأتي } صارت امرأتى حنة أخت أم مريم بنت عمران بن ماثان { عاقرا } عقيما من الولد { فهب لي من لدنك } من عندك { وليا } ولدا < < مريم : ( 6 ) يرثني ويرث من . . . . . > > { يرثني } يرث حبورتى ومكانى { ويرث من آل يعقوب } إن كان لهم حبورة وملك وكان آل يعقوب أخوال يحيى { واجعله رب رضيا } مرضيا صالحا < < مريم : ( 7 ) يا زكريا إنا . . . . . > > فناداه جبريل فقال { يا زكريا إنا نبشرك بغلام } بولد { اسمه يحيى } يسمى يحيى باحيائه رحم أمه { لم نجعل له من قبل سميا } أي لم نجعل لزكريا من قبل يحيى سميا ولدا يسمى يحيى ويقال لم يكن قبل يحيى أحد يسمى يحيى < < مريم : ( 8 ) قال رب أنى . . . . . > > { قال } زكريا لجبريل { رب } يا رب وسيدى { أنى يكون لي غلام } من أين يكون لى ولد { وكانت امرأتي } صارت امرأتى { عاقرا } عقيما من الولد { وقد بلغت من الكبر عتيا } يبوسا ويقال سنى اثنان وسبعون سنة إن قرأت بكسر العين < < مريم : ( 9 ) قال كذلك قال . . . . . > > { قال } له جبريل { كذلك } هكذا كما قلت لك { قال ربك هو علي هين } أى خلقه هو على هين { وقد خلقتك } وقد جعلتك يا زكريا { من قبل } من قبل يحيى { ولم تك شيئا > { < مريم : ( 10 ) قال رب اجعل . . . . . > > { قال رب } يا رب { اجعل لي آية } علامة إذا حبلت امرأتى { قال آيتك } علامتك { ألا تكلم الناس } لا تقدر أن تكلم الناس { ثلاث ليال سويا } صحيحا بلا خرس ولا مرض < < مريم : ( 11 ) فخرج على قومه . . . . . > > { فخرج على قومه من المحراب } من المسجد { فأوحى إليهم } فأشار إليهم ويقال كتب لهم على الأرض { أن سبحوا بكرة وعشيا } صلوا له غدوة وعشية < < مريم : ( 12 ) يا يحيى خذ . . . . . > > { يا يحيى } قال الله ليحيى بعد ما بلغ وأدرك { خذ الكتاب } اعمل بما فى الكتاب التوراة { بقوة } بجد ومواظبة النفس { وآتيناه } أعطيناه يعنى يحيى { الحكم } الفهم والعلم { صبيا } فى صغره < < مريم : ( 13 ) وحنانا من لدنا . . . . . > > { وحنانا من لدنا } أعطيناه رحمة من عندنا لأبويه { وزكاة } صدقة لهما ويقال صلاحا فى دينه { وكان تقيا } مطيعا لربه < < مريم : ( 14 ) وبرا بوالديه ولم . . . . . > > { وبرا بوالديه } لطيفا بوالديه { ولم يكن جبارا } فى دينه قتالا فى الغضب { عصيا } عاصيا لربه < < مريم : ( 15 ) وسلام عليه يوم . . . . . > > { وسلام عليه } سلامة ومغفرة وسعادة منا على يحيى { يوم ولد } حين ولد { ويوم يموت } حين يموت { ويوم يبعث } حين يبعث من القبر { حيا > { < مريم : ( 16 ) واذكر في الكتاب . . . . . > > { واذكر } يا محمد { في الكتاب } فى القرآن { مريم } خبر مريم { إذ انتبذت } انفردت وتنحت { من أهلها مكانا شرقيا } مشرقة دراهم < < مريم : ( 17 ) فاتخذت من دونهم . . . . . > > { فاتخذت من دونهم } فأرخت من دون أهلها { حجابا } سترا لكى تغتسل فيه من الحيض { فأرسلنا إليها } بعد ما فرغت { روحنا } رسولنا جبريل { فتمثل لها } فتشبه لها { بشرا سويا } فى صورة شاب لم ينقص < < مريم : ( 18 ) قالت إني أعوذ . . . . . > > { قالت } مريم { إني أعوذ } أمتنع { بالرحمن منك إن كنت تقيا } مطيعا للرحمن ويقال التقى كان اسم رجل سوء فظنت أنه هو ذلك الرجل فمن ذلك تعوذت منه < < مريم : ( 19 ) قال إنما أنا . . . . . > > { قال } لها جبريل { إنما أنا رسول ربك لأهب لك } لكى يهب الله لك { غلاما زكيا } ولدا صالحا < < مريم : ( 20 ) قالت أنى يكون . . . . . > > { قالت } مريم لجبريل عليه السلام { أنى يكون لي غلام } من أين يكون لى ولد

{ ولم يمسسني بشر } لم يقربنى زوج { ولم أك بغيا } فاجرة

< < مريم : ( 21 ) قال كذلك قال . . . . . > > { قال } لها جبريل { كذلك } هكذا كما قلت لك { قال ربك هو علي هين } خلقه على هين بلا أب { ولنجعله } لكى نجعله { آية } علامة وعبرة { للناس } لبنى إسرائيل ولدا بلا أب { ورحمة منا } لمن آمن به { وكان أمرا مقضيا } قضاء كائنا أن يكون ولدا بلا أب < < مريم : ( 22 ) فحملته فانتبذت به . . . . . > > { فحملته } مريم وكان حمله تسعة أشهر ويقال يوم واحد { فانتبذت } فانفردت { به } بولادتها إياه { مكانا قصيا } بعيدا من الناس < < مريم : ( 23 ) فأجاءها المخاض إلى . . . . . > > { فأجاءها المخاض } فألجأها الطلق { إلى جذع النخلة } إلى أصل نخلة يابسة { قالت يا ليتني مت قبل هذا } الولد ويقال قبل هذا اليوم { وكنت نسيا منسيا } شيئا متروكا لم يذكر ويقال حيضة ملقاة ويقال سقطة < < مريم : ( 24 ) فناداها من تحتها . . . . . > > { فناداها من تحتها } من تحت أسفلها يعنى جبريل { ألا تحزني } يا مريم على ولادة عيسى { قد جعل ربك تحتك سريا } نبيا ويقال فناداها من تحتها إن قرأت بنصب الميم يعنى عيسى أن لا تحزنى قد جعل ربك تحتك سريا نهرا صغيرا < < مريم : ( 25 ) وهزي إليك بجذع . . . . . > > { وهزي إليك } خذى إليك { بجذع النخلة } بأصل النخلة فحركيها { تساقط عليك رطبا جنيا } غضا طريا < < مريم : ( 26 ) فكلي واشربي وقري . . . . . > > { فكلي } من الرطب { واشربي } من النهر { وقري عينا } طيبى نفسا بولادة عيسى عليه السلام { فإما ترين من البشر } من الآدميين { أحدا } بعد هذا اليوم { فقولي إني نذرت للرحمن صوما } صمتا { فلن أكلم اليوم إنسيا } آدميا ثم اسكتى بعد ذلك حتى يتكلم بعذرك عيسى < < مريم : ( 27 ) فأتت به قومها . . . . . > > { فأتت به } بعيسى { قومها } إلى قومها { تحمله } وهو ابن أربعين يوما { قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا } منكرا عظيما < < مريم : ( 28 ) يا أخت هارون . . . . . > > { يا أخت هارون } يا شبيهة هرون فى العبادة وكان هرون رجلا صالحا من أمثل الناس ويقال كان هرون رجل سوء فضربوها به ويقال كان هرون أخاها من أبيها { ما كان أبوك امرأ سوء } رجلا زانيا { وما كانت أمك بغيا } فاجرة < < مريم : ( 29 ) فأشارت إليه قالوا . . . . . > > { فأشارت إليه } إلى عيسى عليه السلام أن كلموه { قالوا } لها { كيف نكلم من كان في المهد } فى الحجر ويقال فى السرير { صبيا } صغيرا ابن أربعين يوما فتكلم عيسى عليه السلام < < مريم : ( 30 ) قال إني عبد . . . . . > > { قال إني عبد الله آتاني الكتاب } علمنى التوراة والإنجيل فى بطن أمى { وجعلني نبيا } بعد الخروج من بطن أمي < < مريم : ( 31 ) وجعلني مباركا أين . . . . . > > { وجعلني مباركا } معلما للخير { أين ما كنت } حيثما كنت وأقمت { وأوصاني بالصلاة } باتمام الصلاة { والزكاة } الصدقة { ما دمت حيا } ما حييت < < مريم : ( 32 ) وبرا بوالدتي ولم . . . . . > > { وبرا بوالدتي } لطيفا بوالدتى { ولم يجعلني جبارا } فى دينى قتالا فى الغضب { شقيا } عاصيا لربى < < مريم : ( 33 ) والسلام علي يوم . . . . . > > { والسلام علي يوم ولدت } السلامة على حين ولدت من لمزة الشيطان { ويوم أموت } حين أموت من ضغطة القبر { ويوم أبعث حيا } حين أبعث من القبر حيا < < مريم : ( 34 ) ذلك عيسى ابن . . . . . > > { ذلك عيسى ابن مريم } خبر عيسى ابن مريم { قول الحق } خبر الحق { الذي فيه } فى عيسى { يمترون } يشكون يعنى النصارى وقال بعضهم هو الله وقال بعضهم هو ابن الله وقال بعضهم هو شريكه < < مريم : ( 35 ) ما كان لله . . . . . > > { ما كان لله } ما ينبغى لله { أن يتخذ من ولد سبحانه } نزه نفسه عن الولد والشريك { إذا قضى أمرا }
) إذا أراد أن يخلق ولدا بلا أب { فإنما يقول له كن فيكون } ولدا بلا أب مثل عيسى فلما جاء عيسى بالرسالة إلى قومه قال إنى عبد الله ومسيحه

< < مريم : ( 36 ) وإن الله ربي . . . . . > > { وإن الله } هو { ربي } خالقى ورازقى { وربكم } خالقكم ورازقكم { فاعبدوه } وحدوه { هذا } التوحيد الذى آمركم به { صراط مستقيم } دين قائم يرضاه وهو الإسلام < < مريم : ( 37 ) فاختلف الأحزاب من . . . . . > > { فاختلف الأحزاب } الكفار { من بينهم } فيما بينهم فقال بعضهم هو الله وقال بعضهم هو ابن الله وقال بعضهم هو شريكه { فويل } الويل واد فى جهنم من قيح ودم ويقال جب فى النار ويقال فويل فشدة العذاب { للذين كفروا } تحزبوا فى عيسى { من مشهد يوم عظيم } من عذاب يوم القيامة < < مريم : ( 38 ) أسمع بهم وأبصر . . . . . > > { أسمع بهم وأبصر } ما أسمعهم وما أبصرهم { يوم يأتوننا } وهو يوم القيامة ان عيسى لم يكن الله ولا ولده ولا شريكه { لكن الظالمون } المشركون { اليوم } فى الدنيا { في ضلال مبين } فى كفر بين بقولهم إن عيسى هو الله أو ولده أو شريكه < < مريم : ( 39 ) وأنذرهم يوم الحسرة . . . . . > > { وأنذرهم } يا محمد خوفهم { يوم الحسرة } الندامة { إذ قضي الأمر } فرغ من الحساب وأدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار وذبح الموت { وهم في غفلة } فى جهلة وسمى عن ذلك { وهم لا يؤمنون } بمحمد صلى الله عليه وسلم وآله والقرآن والبعث بعد الموت < < مريم : ( 40 ) إنا نحن نرث . . . . . > > { إنا نحن نرث الأرض } نملك الأرض { ومن عليها } نملك من عليها ويقال نميت من فيها ونرث من عليها نميتهم ونحييهم { وإلينا يرجعون } يوم القيامة فأجزيهم بأعمالهم الحسنة بالحسنة والسيئة بالسيئة < < مريم : ( 41 ) واذكر في الكتاب . . . . . > > { واذكر في الكتاب إبراهيم } خبر إبراهيم { إنه كان صديقا } مصدقا بإيمانه { نبيا } مرسلا يخبر عن الله < < مريم : ( 42 ) إذ قال لأبيه . . . . . > > { إذ قال لأبيه } آزر { يا أبت لم تعبد } من دون الله { ما لا يسمع } إن دعوته { ولا يبصر } إن عبدته { ولا يغني عنك شيئا } من عذاب الله < < مريم : ( 43 ) يا أبت إني . . . . . > > { يا أبت إني قد جاءني } من الله { من العلم } البيان { ما لم يأتك } مالم يجىء إليك أن من عبد غير الله يعذبه الله تعالى بالنار { فاتبعني } فى دين الله { أهدك صراطا سويا } أدلك إلى طريق عدل قائم يرضاه وهو الإسلام < < مريم : ( 44 ) يا أبت لا . . . . . > > { يا أبت لا تعبد الشيطان } لا تطع الشيطان فى عبادة الأصنام { إن الشيطان كان للرحمن عصيا } كافرا < < مريم : ( 45 ) يا أبت إني . . . . . > > { يا أبت إني أخاف } أعلم { أن يمسك } يصيبك { عذاب من الرحمن } إن لم تؤمن به { فتكون للشيطان وليا } قرينا فى النار < < مريم : ( 46 ) قال أراغب أنت . . . . . > > { قال } آزر { أراغب أنت عن آلهتي } عن عبادة آلهتى { يا إبراهيم لئن لم تنته } عن مقالتك { لأرجمنك } لأسبنك ويقال لأقتلنك { واهجرني مليا } واعتزلنى ما دمت حيا ويقال اتركنى ولا تكلمنى طويلا ويقال دهرا < < مريم : ( 47 ) قال سلام عليك . . . . . > > { قال } إبراهيم { سلام عليك سأستغفر لك ربي } أدعو لك ربى { إنه كان بي حفيا } عالما إن أراد أن يستجيب دعوتى < < مريم : ( 48 ) وأعتزلكم وما تدعون . . . . . > > { وأعتزلكم } أترككم { وما تدعون } تعبدون { من دون الله } من الأوثان { وأدعو ربي } أعبد ربى { عسى } وعسى من الله واجب { ألا أكون بدعاء ربي } بعبادة ربى { شقيا } خائبا < < مريم : ( 49 ) فلما اعتزلهم وما . . . . . > > { فلما اعتزلهم } تركهم { وما يعبدون من دون الله } من الأوثان { وهبنا له إسحاق }

) الضاحك { ويعقوب } ولد الولد { وكلا } إبراهيم وإسحاق ويعقوب { جعلنا نبيا } أكرمناهم بالنبوة والإسلام

< < مريم : ( 50 ) ووهبنا لهم من . . . . . > > { ووهبنا لهم من رحمتنا } من نعمتنا ولدا صالحا ومالا حلالا { وجعلنا لهم لسان صدق عليا } أكرمناهم بالثناء الحسن < < مريم : ( 51 ) واذكر في الكتاب . . . . . > > { واذكر في الكتاب موسى } خبر موسى { إنه كان مخلصا } معصوما من الكفر والشرك والفواحش ويقال مخلصا بالعبادة والتوحيد إن قرأت بكسر اللام { وكان رسولا } إلى بنى إسرائيل { نبيا } يخبر عن الله تعالى < < مريم : ( 52 ) وناديناه من جانب . . . . . > > { وناديناه من جانب الطور } الجبل { الأيمن } عن يمين موسى { وقربناه نجيا } أى قربناه حتى سمع صرير القلم ويقال كلمناه من قريب < < مريم : ( 53 ) ووهبنا له من . . . . . > > { ووهبنا له من رحمتنا } من نعمتنا { أخاه هارون نبيا } وزيرا معينا < < مريم : ( 54 ) واذكر في الكتاب . . . . . > > { واذكر في الكتاب إسماعيل } خبر إسمعيل { إنه كان صادق الوعد } إذا وعد أنجز { وكان رسولا } مرسلا إلى قومه { نبيا } يخبر عن الله < < مريم : ( 55 ) وكان يأمر أهله . . . . . > > { وكان يأمر أهله } قومه { بالصلاة } باتمام الصلاة { والزكاة } باعطاء الزكاة الصدقة { وكان عند ربه مرضيا } صالحا < < مريم : ( 56 ) واذكر في الكتاب . . . . . > > { واذكر في الكتاب إدريس } خبر إدريس { إنه كان صديقا } مصدقا بإيمانه { نبيا } يخبر عن الله < < مريم : ( 57 ) ورفعناه مكانا عليا > > { ورفعناه مكانا عليا } فى الجنة < < مريم : ( 58 ) أولئك الذين أنعم . . . . . > > { أولئك الذين } ذكرتهم إبراهيم وإسمعيل وإسحاق ويعقوب وموسى وهارون وعيسى وإدريس وسائر الأنبياء { أنعم الله عليهم من النبيين } أكرمهم الله بالنبوة والرسالة والإسلام { من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح } من ذرية نوح أولاده { ومن ذرية إبراهيم } إسمعيل وإسحاق { وإسرائيل } ومن ذرية يعقوب يوسف وإخوته { وممن هدينا } أكرمنا بالإيمان { واجتبينا } اصطفينا بالإسلام ومتابعة النبى صلى الله عليه وسلم يعنى عبد الله بن سلام وأصحابه { إذا تتلى عليهم } إذا تقرأ عليهم { آيات الرحمن } بالأمر والنهى { خروا سجدا وبكيا } يسجدون ويبكون من مخافة الله < < مريم : ( 59 ) فخلف من بعدهم . . . . . > > { فخلف } فبقى { من بعدهم } من بعد الأنبياء والصالحين { خلف } سوء { أضاعوا الصلاة } تركوا الصلاة وكفروا بالله { واتبعوا الشهوات } اشتغلوا باللذات فى الدنيا وتزوج الأخوات من الأب وهم اليهود { فسوف يلقون غيا } واديا فى جهنم < < مريم : ( 60 ) إلا من تاب . . . . . > > { إلا من تاب } من اليهود { وآمن } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { وعمل صالحا } خالصا فيما بينه وبين ربه { فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا } لا ينقص من حسناتهم ولا يزاد على سيئاتهم < < مريم : ( 61 ) جنات عدن التي . . . . . > > ثم بين أى الجنة لهم فقال { جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب } بالغائب عنهم { إنه كان وعده مأتيا } كائنا < < مريم : ( 62 ) لا يسمعون فيها . . . . . > > { لا يسمعون فيها } فى الجنة { لغوا } حلفا باطلا { إلا سلاما } لكن يسلم بعضهم على بعض للأكرام { ولهم رزقهم فيها } طعامهم فى الجنة { بكرة وعشيا } على مقدار بكرة وعشية فى الدنيا < < مريم : ( 63 ) تلك الجنة التي . . . . . > > { تلك الجنة } هذه الجنة { التي نورث }

) ننزل { من عبادنا من كان تقيا } من الكفر والشرك ويقال مطيعا لربه

< < مريم : ( 64 ) وما نتنزل إلا . . . . . > > { وما نتنزل } من السماء { إلا بأمر ربك } يا محمد فقال له جبريل ذلك حين حبس الله عنه الوحى فيما سألته قريش عن الروح وذى القرنين وأصحاب الكهف { له ما بين أيدينا } من أمر الآخرة { وما خلفنا } من أمر الدنيا { وما بين ذلك } ما بين النفختين { وما كان ربك نسيا } لم ينسك ربك منذ أوحى إليك < < مريم : ( 65 ) رب السماوات والأرض . . . . . > > { رب } خالق { السماوات والأرض وما بينهما } من الخلق والعجائب هو الله { فاعبده } فأطعه { واصطبر لعبادته } اصبر على عبادته { هل تعلم له سميا } أحدا يسمى الله < < مريم : ( 66 ) ويقول الإنسان أئذا . . . . . > > { ويقول الإنسان } أبى بن خلف الجمحى بانكار البعث { أئذا ما مت لسوف أخرج حيا } من القبر بعد الموت هذا مالا يكون < < مريم : ( 67 ) أولا يذكر الإنسان . . . . . > > { أولا يذكر الإنسان } أو لا يتعظ أبى بن خلف الجمحى { أنا خلقناه من قبل } من قبل هذا من نطفة منتنة { ولم يك شيئا } فانى قادر على أن أحييه < < مريم : ( 68 ) فوربك لنحشرنهم والشياطين . . . . . > > { فوربك } أقسم بنفسه { لنحشرنهم } يوم القيامة يعنى أبيا وأصحابه { والشياطين ثم لنحضرنهم } لنجمعنهم { حول جهنم } وسط جهنم { جثيا } جميعا < < مريم : ( 69 ) ثم لننزعن من . . . . . > > { ثم لننزعن } لنخرجن { من كل شيعة } من كل أهل دين { أيهم أشد على الرحمن عتيا } جرأة بالقرآن < < مريم : ( 70 ) ثم لنحن أعلم . . . . . > > { ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها } أحق بها { صليا } دخولا < < مريم : ( 71 ) وإن منكم إلا . . . . . > > { وإن منكم } وما منكم من أحد { إلا واردها } داخلها يعنى النار غير النبيين والمرسلين { كان على ربك حتما مقضيا } قضاء كائنا واجبا أن يكون < < مريم : ( 72 ) ثم ننجي الذين . . . . . > > { ثم ننجي الذين اتقوا } الكفر والشرك والفواحش { ونذر } نترك { الظالمين } المشركين { فيها } فى جهنم { جثيا } جميعا دائما < < مريم : ( 73 ) وإذا تتلى عليهم . . . . . > > { وإذا تتلى عليهم } تقرأ عليهم على النضر وأصحابه { آياتنا بينات } بالأمر والنهى { قال الذين كفروا } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن والبعث يعنى النضر وأصحابه { للذين آمنوا } بمحمد والقرآن يعنى أبا بكر وأصحابه { أي الفريقين } أهل دينين منا ومنكم { خير مقاما } منزلا { وأحسن نديا } مجلسا < < مريم : ( 74 ) وكم أهلكنا قبلهم . . . . . > > { وكم أهلكنا قبلهم } قبل قريش { من قرن } من أمم خالية { هم أحسن أثاثا } أكثر أموالا وأولادا { ورئيا } أحسن منظرا < < مريم : ( 75 ) قل من كان . . . . . > > { قل } لهم يا محمد { من كان في الضلالة } فى الكفر والشرك { فليمدد } فليزدد { له الرحمن مدا } زيادة فى المال والولد فانظرهم يا محمد { حتى إذا رأوا ما يوعدون } من العذاب { إما العذاب } يوم بدر بالسيف { وإما الساعة } وإما عذاب يوم القيامة بالنار { فسيعلمون } وهذا وعيد لهم { من هو شر مكانا } منزلا فى الآخرة وضيقا فى الدنيا { وأضعف جندا } أهون ناضرا < < مريم : ( 76 ) ويزيد الله الذين . . . . . > > { ويزيد الله الذين اهتدوا } بالإيمان { هدى } بالشرائع ويقال ويزيد الله الذين اهتدوا بالناسخ هدى بالمنسوخ { والباقيات الصالحات } والصلوات الخمس { خير عند ربك ثوابا } خير ما يثيب الله به العباد الصلوات

{ وخير مردا } أفضل مرجعا فى الآخرة

< < مريم : ( 77 ) أفرأيت الذي كفر . . . . . > > { أفرأيت الذي كفر بآياتنا } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن يعنى العاص بن وائل السهمى { وقال لأوتين مالا وولدا } لئن كان ما يقول محمد فى الآخرة حقا لأعطين مالا وولدا فى الآخرة < < مريم : ( 78 ) أطلع الغيب أم . . . . . > > فرد الله عليه وقال { أطلع الغيب } أنظر فى اللوح المحفوظ أن له ما يقول { أم اتخذ } اعتقد { عند الرحمن عهدا } بلا إله إلا الله فيكون له ما يقول < < مريم : ( 79 ) كلا سنكتب ما . . . . . > > { كلا } رد عليه لا يكون له ما يقول { سنكتب } سنحفظ { ما يقول } من الكذب { ونمد له } نزيل له { من العذاب مدا } زيادة < < مريم : ( 80 ) ونرثه ما يقول . . . . . > > { ونرثه ما يقول } فى الجنة ونعطى غيره من المؤمنين { ويأتينا } يوم القيامة { فردا } وحيدا خاليا من المال والولد والخير نزلت هذه الآية فى خباب بن الآرت وصاحبه فى خصومة كانت بينهما < < مريم : ( 81 ) واتخذوا من دون . . . . . > > { واتخذوا } عبدوا أهل مكة { من دون الله آلهة } يعنى الأصنام { ليكونوا لهم } يعنى الأصنام { عزا } منفعة من عذاب الله < < مريم : ( 82 ) كلا سيكفرون بعبادتهم . . . . . > > { كلا } رد عليهم لا يكون لهم منفعة من عذاب الله { سيكفرون بعبادتهم } سيتبرءون يعنى الأصنام من عبادة الكفار { ويكونون } يعنى الأصنام { عليهم } على الكفار { ضدا } عونا بالعذاب < < مريم : ( 83 ) ألم تر أنا . . . . . > > { ألم تر } ألم تخبر يا محمد { أنا أرسلنا الشياطين } سلطنا الشياطين { على الكافرين تؤزهم أزا } تزعجهم إلى معصية الله إزعاجا وتغريهم إغراء < < مريم : ( 84 ) فلا تعجل عليهم . . . . . > > { فلا تعجل } فلا تستعجل { عليهم } بالعذاب { إنما نعد لهم عدا } يعنى النفس بعد النفس < < مريم : ( 85 ) يوم نحشر المتقين . . . . . > > { يوم } وهو يوم القيامة { نحشر المتقين } الكفر والشرك والفواحش { إلى الرحمن } إلى جنة الرحمن { وفدا } ركبانا على النوق < < مريم : ( 86 ) ونسوق المجرمين إلى . . . . . > > { ونسوق المجرمين } المشركين { إلى جهنم وردا } عطاشا < < مريم : ( 87 ) لا يملكون الشفاعة . . . . . > > { لا يملكون الشفاعة } لا تشفع الملائكة لأحد { إلا من اتخذ } من اعتقد { عند الرحمن عهدا } بلا إله إلا الله < < مريم : ( 88 ) وقالوا اتخذ الرحمن . . . . . > > { وقالوا } يعنى اليهود { اتخذ الرحمن ولدا } عزيرا ابنا < < مريم : ( 89 ) لقد جئتم شيئا . . . . . > > { لقد جئتم شيئا إدا } قلتم قولا منكرا عظيما < < مريم : ( 90 ) تكاد السماوات يتفطرن . . . . . > > { تكاد السماوات يتفطرن } يتشققن { منه } من قولهم { وتنشق الأرض } تتصدع الأرض { وتخر الجبال } تسير الجبال { هدا } كسرا < < مريم : ( 91 ) أن دعوا للرحمن . . . . . > > { أن دعوا } بأن دعوا { للرحمن ولدا } عزيرا ابنا < < مريم : ( 92 ) وما ينبغي للرحمن . . . . . > > { وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا } عزيرا ابنا < < مريم : ( 93 ) إن كل من . . . . . > > { إن كل من في السماوات والأرض } يقول ما من أحد فى السموات والأرض { إلا آتي الرحمن عبدا } إلا مقرا للرحمن بالعبودية مطيعا له غير الكافر < < مريم : ( 94 ) لقد أحصاهم وعدهم . . . . . > > { لقد أحصاهم } حفظهم { وعدهم عدا } عالم بعددهم < < مريم : ( 95 ) وكلهم آتيه يوم . . . . . > > { وكلهم آتيه } يجىء إلى الله { يوم القيامة فردا } وحيدا بلا مال ولا ولد < < مريم : ( 96 ) إن الذين آمنوا . . . . . > > { إن الذين آمنوا } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { وعملوا الصالحات } الطاعات فيما بينهم وبين ربهم { سيجعل لهم الرحمن ودا } يحبهم ويحببهم إلى المؤمنين < < مريم : ( 97 ) فإنما يسرناه بلسانك . . . . . > > { فإنما يسرناه بلسانك } هونا عليك قراءة القرآن { لتبشر به } بالقرآن { المتقين } الكفر والشرك والفواحش { وتنذر } تخوف { به } بالقرآن { قوما لدا } جدلا بالباطل < < مريم : ( 98 ) وكم أهلكنا قبلهم . . . . . > > { وكم أهلكنا قبلهم } قبل قومك يا محمد

{ من قرن } من القرون الماضية { هل تحس منهم من أحد } هل ترى منهم أحدا بعد الهلاك { أو تسمع لهم ركزا } صوتا بعد ما هلكوا ودرسوا