تفسير سورة الحاقه

> ومن السورة التى يذكر فيها الحاقة وهى كلها مكية آياتها خمسون آية وكلماتها مائتان وست وخمسون وحروفها ألف وأربعمائة وثمانون <
> { بسم الله الرحمن الرحيم }
< < الحاقة : ( 1 - 2 ) الحاقة > > وبإسناده عن ابن عباس فى قوله تعالى { الحاقة ما الحاقة } يقول الساعة ما الساعة يعجبه بذلك < < الحاقة : ( 3 ) وما أدراك ما . . . . . > > { وما أدراك } يا محمد { ما الحاقة } وإنما سميت الحاقة لحقائق الأمور تحق للمؤمن بإيمانه الجنة وتحق للكافر بكفره النار < < الحاقة : ( 4 ) كذبت ثمود وعاد . . . . . > > { كذبت ثمود } قوم صالح { وعاد } قوم هود { بالقارعة } بقيام الساعة وإنما سميت القارعة لأنها تقرع قلوبهم < < الحاقة : ( 5 ) فأما ثمود فأهلكوا . . . . . > > { فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية } بطغيانهم وشركهم أهلكوا ويقال طغيانهم حملهم على التكذيب حتى أهلكوا < < الحاقة : ( 6 ) وأما عاد فأهلكوا . . . . . > > { وأما عاد } قوم هود { فأهلكوا بريح صرصر }

) بارد { عاتية } شديدة عتت عصت وأبت على خزانها < < الحاقة : ( 7 ) سخرها عليهم سبع . . . . . > > { سخرها } سلطها { عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما } دائما متتابعا لا يفتر عنهم { فترى القوم } قوم هود { فيها } فى الأيام ويقال فى الريح { صرعى } هلكى مطروحين { كأنهم أعجاز نخل } أوراك نخل { خاوية } ساقطة < < الحاقة : ( 8 ) فهل ترى لهم . . . . . > > { فهل ترى لهم من باقية } يقول لم يبق منهم أحد إلا أهلكته الريح < < الحاقة : ( 9 ) وجاء فرعون ومن . . . . . > > { وجاء فرعون ومن قبله } من معه من جنوده إلى البحر فغرقوا فى البحر ويقال وجاء فرعون تكلم فرعون بكلمة الشرك ومن قبله ومن كان من قبل فرعون من الأمم الماضية { والمؤتفكات } المنخسفات أيضا قريات لوط وائتفكها خسفها { بالخاطئة } تكلموا بكلمة الشرك < < الحاقة : ( 10 ) فعصوا رسول ربهم . . . . . > > { فعصوا رسول ربهم } موسى { فأخذهم أخذة رابية } فعاقبهم عقوبة شديدة < < الحاقة : ( 11 ) إنا لما طغى . . . . . > > { إنا لما طغى الماء } ارتفع الماء فى زمان نوح { حملناكم } يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم وسائر الخلق فى أصلاب آبائكم { في الجارية } فى سفينة نوح < < الحاقة : ( 12 ) لنجعلها لكم تذكرة . . . . . > > { لنجعلها لكم } يعنى سفينة نوح ويقال هذه القصة لكم { تذكرة } عظة تتعظون بها { وتعيها أذن واعية } يحفظها قلب حافظ ويقال تسمع هذا الأمر أذن سامعة فتنتفع بما سمعت < < الحاقة : ( 13 ) فإذا نفخ في . . . . . > > { فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة } لا تثنى وهى نفخة البعث < < الحاقة : ( 14 ) وحملت الأرض والجبال . . . . . > > { وحملت الأرض والجبال } يقال ما على الأرض من البنيان والجبال { فدكتا دكة واحدة } فكسرتا كسرة واحدة < < الحاقة : ( 15 ) فيومئذ وقعت الواقعة > > { فيومئذ } يوم حملت الأرض والجبال { وقعت الواقعة } قامت القيامة < < الحاقة : ( 16 ) وانشقت السماء فهي . . . . . > > { وانشقت السماء } لهيبة الرحمن ونزول الملائكة { فهي يومئذ واهية } منشقة ضعيفة < < الحاقة : ( 17 ) والملك على أرجائها . . . . . > > { والملك } يعنى الملائكة { على أرجائها } حروفها وجوانبها ونواحيها وأطرافها { ويحمل عرش ربك } سرير ربك { فوقهم } على أعناقهم { يومئذ } يوم القيامة { ثمانية } يقول ثمانية رهط من الملائكة لكل ملك أربعة وجوه وجه إنسان ووجه نسر ووجه أسد ووجه ثور ويقال ثمانية صفوف ويقال ثمانية أجزاء من الكروبيين وهم أهل السماء السابعة < < الحاقة : ( 18 ) يومئذ تعرضون لا . . . . . > > { يومئذ } وهو يوم القيامة { تعرضون } على الله ثلاث عرضات عرض للحساب والمعاذير وعرض للخصومات والقصاص وعرض لتطاير الكتب والقراءة { لا تخفى منكم خافية } لا يترك منكم أحد ويقال لا تخفى على الله منكم خافية أحد ويقال لا يخفى على الله من أعمالكم شىء < < الحاقة : ( 19 ) فأما من أوتي . . . . . > > { فأما من أوتي } أعطى { كتابه بيمينه } وهو أبو سلمة بن عبد الأسد زوج أم سلمة وكان مسلما { فيقول } لأصحابه { هاؤم } تعالوا { اقرؤوا كتابيه } انظروا ما فى كتابى من الثواب والكرامة < < الحاقة : ( 20 ) إني ظننت أني . . . . . > > { إني ظننت } علمت وأيقنت { أني ملاق حسابيه } معاين حسابى < < الحاقة : ( 21 ) فهو في عيشة . . . . . > > { فهو في عيشة راضية } فى عيش قد رضيه لنفسه أى مرضيه < < الحاقة : ( 22 ) في جنة عالية > > { في جنة عالية } مرتفعة < < الحاقة : ( 23 ) قطوفها دانية > > { قطوفها } ثمرها واجتناؤها { دانية } قريبة يناله القاعد والقائم < < الحاقة : ( 24 ) كلوا واشربوا هنيئا . . . . . > > { كلوا } يقول الله لهم كلوا من الثمار { واشربوا } من الأنهار { هنيئا } بلا داء ولا موت { بما أسلفتم } بما قدمتم من العمل الصالح ويقال من الصوم والصلاة { في الأيام الخالية } الماضية يعنى أيام الدنيا < < الحاقة : ( 25 ) وأما من أوتي . . . . . > > { وأما من أوتي } أعطى { كتابه بشماله } وهو الأسود بن عبد الأسد أخو أبي سلمة وكان كافرا { فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه } لم أعط كتابى هذا < < الحاقة : ( 26 ) ولم أدر ما . . . . . > > { ولم أدر ما حسابيه } لم أعلم حسابى < < الحاقة : ( 27 ) يا ليتها كانت . . . . . > > { يا ليتها كانت القاضية } يتمنى الموت يقول يا ليتنى بقيت على موتى الأول < < الحاقة : ( 28 ) ما أغنى عني . . . . . > > { ما أغنى عني } من عذاب الله { ماليه } مالى الذى جمعت فى الدنيا < < الحاقة : ( 29 ) هلك عني سلطانيه > > { هلك عني سلطانيه } بطل عنى حجتى وعذرى < < الحاقة : ( 30 ) خذوه فغلوه > > فيقول الله للملائكة { خذوه فغلوه > { < الحاقة : ( 31 ) ثم الجحيم صلوه > > { ثم الجحيم صلوه }) أدخلوه

< < الحاقة : ( 32 ) ثم في سلسلة . . . . . > > { ثم في سلسلة ذرعها } طولها وباعها { سبعون ذراعا } بذراع الملك ويقال باعا { فاسلكوه } فأدخلوه فى دبره وأخرجوه من فمه والووا ما فضل على عنقه < < الحاقة : ( 33 ) إنه كان لا . . . . . > > { إنه كان لا يؤمن بالله العظيم } إذ كان فى الدنيا < < الحاقة : ( 34 ) ولا يحض على . . . . . > > { ولا يحض } لا يحث { على طعام المسكين } على صدقة المسكين < < الحاقة : ( 35 ) فليس له اليوم . . . . . > > { فليس له اليوم ها هنا حميم } قريب ينفعه < < الحاقة : ( 36 ) ولا طعام إلا . . . . . > > { ولا طعام } فى النار { إلا من غسلين } من عصارة أهل النار وهى ما يسيل من بطونهم وجلودهم من القيح والدم والصديد < < الحاقة : ( 37 ) لا يأكله إلا . . . . . > > { لا يأكله } يعنى الغسلين { إلا الخاطئون } المشركون < < الحاقة : ( 38 ) فلا أقسم بما . . . . . > > { فلا أقسم } يقول أقسم { بما تبصرون } من شىء < < الحاقة : ( 39 ) وما لا تبصرون > > { وما لا تبصرون } من شىء يا أهل مكة ويقال بما تبصرون يعنى السماء والأرض وما لا تبصرون يعنى الجنة والنار ويقال بما تبصرون يعنى الشمس والقمر وما لا تبصرون العرش والكرسى ويقال بما تبصرون يعنى محمدا صلى الله عليه وسلم وما لا تبصرون يعنى جبريل أقسم الله بهؤلاء الأشياء < < الحاقة : ( 40 ) إنه لقول رسول . . . . . > > { إنه } يعنى القرآن { لقول رسول كريم } يقول القرآن قول الله نزل به جبريل على رسول كريم يعنى محمدا صلى الله عليه وسلم < < الحاقة : ( 41 ) وما هو بقول . . . . . > > { وما هو } يعنى القرآن { بقول شاعر } ينشئه { قليلا ما تؤمنون } يقول ما تؤمنون بقليل ولا بكثير < < الحاقة : ( 42 ) ولا بقول كاهن . . . . . > > { ولا بقول كاهن } يخبر بما في الغد { قليلا ما تذكرون } ما تتعظون بقليل ولا بكثير < < الحاقة : ( 43 ) تنزيل من رب . . . . . > > { تنزيل } يقول القرآن تنزيل على محمد صلى الله عليه وسلم { من رب العالمين > { < الحاقة : ( 44 ) ولو تقول علينا . . . . . > > { ولو تقول علينا } ولو اختلق علينا محمد صلى الله عليه وسلم { بعض الأقاويل } من الكذب فقال علينا مالم نقله < < الحاقة : ( 45 ) لأخذنا منه باليمين > > { لأخذنا } لانتقمنا { منه باليمين } بالحق والحجة ويقال أخذناه بالقوة < < الحاقة : ( 46 ) ثم لقطعنا منه . . . . . > > { ثم لقطعنا منه } من محمد صلى الله عليه وسلم { الوتين } عرق قلبه وهو نياط قلبه < < الحاقة : ( 47 ) فما منكم من . . . . . > > { فما منكم من أحد عنه حاجزين } يقول فليس منكم أحد يحجزنا عن محمد صلى الله عليه وسلم < < الحاقة : ( 48 ) وإنه لتذكرة للمتقين > > { وإنه } يعني القرآن { لتذكرة } عظة { للمتقين } الكفر والشرك والفواحش < < الحاقة : ( 49 ) وإنا لنعلم أن . . . . . > > { وإنا لنعلم أن منكم مكذبين } بالقرآن ومصدقين به < < الحاقة : ( 50 ) وإنه لحسرة على . . . . . > > { وإنه } يعني القرآن { لحسرة } ندامة { على الكافرين } يوم القيامة < < الحاقة : ( 51 ) وإنه لحق اليقين > > { وإنه } يعني القرآن { لحق اليقين } حقا يقينا إنه كلامي نزل به جبريل على رسول كريم ويقال إنه الذي ذكرت من الحسرة والندامة على الكافرين لحق اليقين يقول حقا يقينا أن تكون عليهم الحسرة والندامة يوم القيامة < < الحاقة : ( 52 ) فسبح باسم ربك . . . . . > > { فسبح باسم ربك } فصل بأمر ربك { العظيم } ويقال اذكر توحيد ربك العظيم أعظم من كل شيء <

» تفسير سورة سبأ
» تفسير سورة ق
» تفسير سورة طه
» تفسير سورة يس
» تفسير سورة ص