> ومن السورة التى يذكر فيها الصف وهى كلها مدنية آياتها أربع عشرة وكلماتها مائتان وإحدى وعشرون وحروفها تسعمائة وستة وعشرون <
> { بسم الله الرحمن الرحيم }
< < الصف : ( 1 ) سبح لله ما . . . . . > > وبإسناده عن ابن عباس فى قوله تعالى { سبح لله } يقول صلى لله ويقال ذكر الله { ما في السماوات } من الخلق { وما في الأرض } من الخلق وكل شىء حى { وهو العزيز } بالنقمة لمن لا يؤمن به { الحكيم } فى أمره وقضائه أمر أن لا يعبد غيره < < الصف : ( 2 ) يا أيها الذين . . . . . > > { يا أيها الذين آمنوا } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { لم تقولون ما لا تفعلون } لم تتكلمون بما لا تعملون به وذلك أنهم قالوا لو نعلم يا رسول الله أى عمل أحب إلى الله لفعلناه فدلهم الله على ذلك وقال يأيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم فى الآخرة من عذاب أليم وجيع يخلص وجعه إلى قلوبكم فمكثوا بعد ذلك ما شاء الله ولم يبين لهم ما هى فقالوا ليتنا نعلم ما هى لنبذل فيها أموالنا وأنفسنا وأهلينا فبين الله تعالى لهم فقال تؤمنون بالله ورسوله تستقيمون على إيمانكم بالله ورسوله وتجاهدون فى سبيل الله فى طاعة الله بأموالكم وأنفسكم الآية فابتلوا بذلك يوم أحد ففروا من النبى صلى الله عليه وسلم فلامهم على ذلك فقال يأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون لم تعدون مالا توفون وتتكلمون بما لا تعملون < < الصف : ( 3 ) كبر مقتا عند . . . . . > > { كبر مقتا } عظم بغضا { عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون } أن تعدوا بما لا توفون وتتكلموا بما لا تعملون < < الصف : ( 4 ) إن الله يحب . . . . . > > ثم حرضهم على الجهاد فى سبيله فقال { إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله } فى طاعته { صفا } فى القتال { كأنهم بنيان مرصوص } ملتزق قد رص بعضه إلى بعض < < الصف : ( 5 ) وإذ قال موسى . . . . . > > { و } اذكر يا محمد { إذ قال } قد قال { موسى لقومه } المنافقين { يا قوم لم تؤذونني } بما تقولون على وكانوا يقولون إنه آدر وقد بين قصته فى سورة الأحزاب { وقد تعلمون أني رسول الله إليكم فلما زاغوا } مالوا عن الحق والهدى { أزاغ الله } أمال الله { قلوبهم } عن الحق والهدى ويقال فلما زاغوا كذبوا موسى أزاغ الله صرف الله قلوبهم عن التوحيد ويقال فلما زاغوا مالوا عن الحق والهدى أزاغ الله قلوبهم زاد الله زيغ قلوبهم { والله لا يهدي } لا يرشد إلا دينه { القوم الفاسقين } الكافرين من كان فى علم الله أنه لا يؤمن < < الصف : ( 6 ) وإذ قال عيسى . . . . . > > { وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا } موافقا بالتوحيد وبعض الشرائع { لما بين يدي من التوراة } لما قبلى من التوراة { ومبشرا } وجئتكم مبشرا أبشركم { برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد } يسمى أحمد الذى لا يذم ومحمد الذى يحمد { فلما جاءهم } عيسى ويقال محمد صلى الله عليه وسلم { بالبينات } بالأمر والنهى والعجائب التى أراهم { قالوا هذا سحر مبين } بين السحر والكذب < < الصف : ( 7 ) ومن أظلم ممن . . . . . > > { ومن أظلم } فى كفره { ممن افترى } اختلق { على الله الكذب } فجعل له ولدا وصاحبة { وهو يدعى إلى الإسلام } إلى التوحيد وهم اليهود دعاهم النبى صلى الله عليه وسلم إلى التوحيد { والله لا يهدي القوم الظالمين } لا يرشد إلى دينه اليهود من كان فى علم الله أنه يموت يهوديا < < الصف : ( 8 ) يريدون ليطفئوا نور . . . . . > > { يريدون } يعنى اليهود والنصارى { ليطفئوا نور الله } ليبطلوا دين الله ويقال كتاب الله
القرآن { بأفواههم } بألسنتهم وكذبهم { والله متم نوره } مظهر نور كتابه ودينه { ولو كره الكافرون } وإن كره اليهود والنصارى ومشركو العرب أن يكون ذلك