> ومن السورة التى يذكر فيها الحشر وهى كلها مكية أو مدنية آياتها أربع وعشرون وكلماتها سبعمائة وخمس وأربعون وحروفها ألف وسبعمائة واثنا عشر حرفا <
> { بسم الله الرحمن الرحيم }
< < الحشر : ( 1 ) سبح لله ما . . . . . > > وبإسناده عن ابن عباس فى قوله تعالى { سبح لله } يقول صلى الله ويقول ذكر الله { ما في السماوات } من الخلق { وما في الأرض } من الخلق { وهو العزيز } فى ملكه وسلطانه { الحكيم } فى أمره وقضائه أمر أن لا يعبد غيره < < الحشر : ( 2 ) هو الذي أخرج . . . . . > > { هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب } يعنى بنى النضير { من ديارهم } من منازلهم وحصونهم { لأول الحشر } لأنهم أول من حشر وأخرج من المدينة إلى الشام إلى أريحاء وأذرعات بعد ما نقضوا عهودهم مع النبى صلى الله عليه وسلم بعد وقعة أحد { ما ظننتم } ما رجوتم يا معشر المؤمنين { أن يخرجوا } يعنى بنى النضير من المدينة إلى الشام { وظنوا } يعنى بني النضير { أنهم مانعتهم حصونهم } أن حصونهم تمنعهم { من الله } من عذاب الله { فآتاهم الله } عذبهم الله وأخزاهم وأذلهم بقتل كعب بن الأشرف { من حيث لم يحتسبوا } لم يظنوا أو لم يخافوا أن ينزل بهم ما نزل بهم من قتل كعب بن الأشرف { وقذف } جعل { في قلوبهم الرعب } الخوف من محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه وكانوا لا يخافون قبل ذلك { يخربون بيوتهم } يهدمون بعض بيوتهم { بأيديهم } ويرمون بها إلى المؤمنين { وأيدي المؤمنين } ويتركون بعض بيوتهم على المؤمنين حتى هدموا ورموا بها إليهم { فاعتبروا يا أولي الأبصار } فى الدين ويقال بالبصر بما فعل الله بهم من الاجلاء < < الحشر : ( 3 ) ولولا أن كتب . . . . . > > { ولولا أن كتب الله } قضى الله { عليهم } على بنى النضير { الجلاء } الخروج من المدينة إلى الشام { لعذبهم في الدنيا }
) بالقتل { ولهم في الآخرة عذاب النار } أشد من القتل < < الحشر : ( 4 ) ذلك بأنهم شاقوا . . . . . > > { ذلك } الجلاء والعذاب { بأنهم شاقوا الله } خالفوا الله { ورسوله } فى الدين { ومن يشاق الله } يخالف الله فى الدين ويعاده { فإن الله شديد العقاب } له فى الدنيا والآخرة < < الحشر : ( 5 ) ما قطعتم من . . . . . > > وأمر النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه بقطع نخيلهم بعد ما حاصرهم غير العجوة فانه لم يأمرهم بقطعها فلامهم بذلك بنو النضير فقال الله { ما قطعتم من لينة } غير العجوة { أو تركتموها قائمة على أصولها } فلم تقطعوها يعنى العجوة { فبإذن الله } فبأمر الله القطع والترك { وليخزي الفاسقين } لكى يذل الكافرين يعنى يهود بنى النضير بما قطعتم من نخيلهم < < الحشر : ( 6 ) وما أفاء الله . . . . . > > { وما أفاء الله على رسوله } ما فتح الله لرسوله { منهم } من بنى النضير فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة دونكم { فما أوجفتم عليه } فما أجريتم إليه { من خيل ولا ركاب } إبل ولكن مشيتم إليه مشيا لأنه كان قريبا إلى المدينة { ولكن الله يسلط رسله } يعنى محمدا صلى الله عليه وسلم { على من يشاء } يعنى بنى النضير { والله على كل شيء } من النصرة والغنيمة { قدير > { < الحشر : ( 7 ) ما أفاء الله . . . . . > > { ما أفاء الله على رسوله } ما فتح الله لرسوله { من أهل القرى } قرى عرينة وقريظة والنضير وفدك وخيبر { فلله } خاصة دونكم { وللرسول } وأمر الرسول فيها جائز فجعل النبى صلى الله عليه وسلم فدك وخيبر وقفا لله على المساكين فكان فى يده فى حياته وكان فى يد أبى بكر بعد موت النبى صلى الله عليه وسلم وكذلك كان فى يد عمر وعثمان وعلى بن أبى طالب على ما كان فى يد النبى صلى الله عليه وسلم وهكذا اليوم وقسم النبى صلى الله عليه وسلم غنيمة قريظة والنضير على فقراء المهاجرين أعطاهم على قدر احتياجهم وعيالهم { ولذي القربى } وأعطى بعضه لفقراء بنى عبد المطلب { واليتامى } وأعطى بعضه لليتامى غير يتامى بنى عبد المطلب { والمساكين } وأعطى بعضه للمساكين غير مساكين بنى عبد المطلب { وابن السبيل } الضيف النازل ومار الطريق { كي لا يكون دولة } قسمة { بين الأغنياء منكم } بين الأقوياء منكم { وما آتاكم الرسول } من الغنيمة { فخذوه } فاقبلوه ويقال ما أمركم الرسولفاعملوا به { وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله } اخشوا الله فيما أمركم { أن الله شديد العقاب } إذا عاقب وذلك لأنهم قالوا للنبى صلى الله عليه وسلم خذ نصيبك من الغنيمة ودعنا وإياها فقال الله لهم هذه الغنائم يعنى سبعة من الحيطان من بنى النضير < < الحشر : ( 8 ) للفقراء المهاجرين الذين . . . . . > > { للفقراء المهاجرين } لأنهم { الذين أخرجوا من ديارهم } مكة { وأموالهم } أخرجهم أهل مكة وكانوا نحو مائة رجل { يبتغون فضلا } يطلبون ثوابا { من الله ورضوانا } مرضاة ربهم بالجهاد { وينصرون الله ورسوله } بالجهاد { أولئك هم الصادقون } المصدقون بإيمانهم وجهادهم < < الحشر : ( 9 ) والذين تبوؤوا الدار . . . . . > > فقال النبى صلى الله عليه وسلم للأنصار هذه الغنائم والحيطان للفقراء المهاجرين خاصة دونكم إن شئتم قسمتم أموالكم ودياركم للمهاجرين وأقسم لكم من الغنائم وإن شئتم لكم أموالكم ودياركم وأقسم الغنيمة بين فقراء المهاجرين فقالوا يا رسول الله نقسمهم أموالنا ومنازلنا ونؤثرهم على أنفسنا بالغنيمة فأثنى الله عليهم فقال { والذين تبوؤوا الدار } وطنوا دار الهجرة للنبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه { والإيمان من قبلهم } وكانوا مؤمنين من قبل مجىء المهاجرين اليهم { يحبون من هاجر إليهم } إلى المدينة من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم { ولا يجدون في صدورهم } فى قلوبهم { حاجة } حسدا ويقال حزازة { مما أوتوا } مما أعطوا من الغنائم دونهم { ويؤثرون على أنفسهم } بأموالهم ومنازلهم { ولو كان بهم خصاصة } فقر وحاجة { ومن يوق شح نفسه } من دفع عنه بخل نفسه { فأولئك هم المفلحون } الناجون من السخط والعذاب < < الحشر : ( 10 ) والذين جاؤوا من . . . . . > > { والذين جاؤوا من بعدهم } من بعد المهاجرين الأولين { يقولون ربنا اغفر لنا } ذنوبنا { ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان }
) والهجرة { ولا تجعل في قلوبنا غلا } بغضا وحسدا { للذين آمنوا } من المهاجرين { ربنا إنك رؤوف رحيم } خافوا على أنفسهم أن يقع فى قلوبهم الحسد لقبل ما أعطى النبى صلى الله عليه وسلم المهاجرين الأولين دونهم فدعوا بهذه الدعوات