> ومن السورة التى يذكر فيها المجادلة وهى كلها مدنية غير قوله { ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم } فانها مكية آياتها اثنتان وعشرون وكلماتها أربعمائة وثلاثة وسبعون وحروفها ألف وتسعمائة واثنان وتسعون <
> { بسم الله الرحمن الرحيم }
< < المجادلة : ( 1 ) قد سمع الله . . . . . > > وبإسناده عن ابن عباس فى قوله تعالى { قد سمع الله } يقول قد سمع الله قبل أن أخبرك يا محمد { قول التي تجادلك } تخاصمك وتكلمك { في زوجها } فى شأن زوجها { وتشتكي إلى الله } تتضرع إلى الله تعالى لتبيان أمرها { والله يسمع تحاوركما } محاورتكما ومراجعتكما { إن الله سميع } لمقالتها { بصير } بأمرها وذلك أن خولة بنت ثعلبة بن مالك ابن الدخشم الأنصارية كانت تحت أوس بن الصامت الأنصارى وكان به لمم أى مس من الجن فأراد أن يأتيها على حال لا تؤتى عليها النساء فأبت عليه فغضب وقال إن خرجت من البيت قبل أن أفعل بك فأنت على كظهر أمى < < المجادلة : ( 2 ) الذين يظاهرون منكم . . . . . > > { الذين يظاهرون منكم من نسائهم } وهو أن يقول الرجل لامرأته أنت على كظهر أمى { ما هن أمهاتهم } كأمهاتهم { إن أمهاتهم } ما أمهاتهم فى الحرمة { إلا اللائي ولدنهم } أو أرضعنهم { وإنهم ليقولون منكرا } قبيحا { من القول } فى الظهار { وزورا } كذبا { وإن الله لعفو } متجاوز إذ لم يعاقبه بتحريم ما أحل الله له { غفور } بعد توبته وندامته < < المجادلة : ( 3 ) والذين يظاهرون من . . . . . > > ثم بين كفارة الظهار فقال { والذين يظاهرون من نسائهم } يحرمون على أنفسهم مناكحة نسائهم { ثم يعودون لما قالوا } يرجعون إلى تحليل ما حرموا على أنفسهم من المناكحة { فتحرير رقبة } فعليه تحرير رقبة { من قبل أن يتماسا } يجامعا { ذلكم } التحرير { توعظون به } تؤمرون به لكفارة الظهار { والله بما تعملون } فى الظهار من الكفارة وغيرها { خبير > { < المجادلة : ( 4 ) فمن لم يجد . . . . . > > { فمن لم يجد } التحرير { فصيام } فصوم { شهرين متتابعين } متصلين { من قبل أن يتماسا } يجامعا { فمن لم يستطع } الصيام من ضعفه { فإطعام ستين مسكينا } لكل مسكين نصف صاع من حنطة أو صاع من شعير أو تمر { ذلك } الذى بينت من كفارة الظهار { لتؤمنوا بالله ورسوله } لكى تقروا بفرائض الله وسنة رسوله { وتلك حدود الله } هذه أحكام الله وفرائضه فى الظهار { وللكافرين } بحدود الله { عذاب أليم } وجيع يخلص وجعه إلى قلوبهم نزل من أول السورة إلى ههنا فى خولة بنت ثعلبة بن مالك الأنصارية وزوجها أوس بن الصامت أخى عبادة بن الصامت غضب عليها فى بعض شىء من أمرها فلم تفعل فجعلها على نفسه كظهر أمه فندم على ذلك فبين الله له كفارة الظهار وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتق رقبة فقال المال قليل والرقبة غالية فقال صم شهرين متتابعين فقال لا أستطيع وإنى إن لم آكل فى اليوم مرة ومرتين كل بصرى وخفت أن أموت فقال له النبى صلى الله عليه وسلم أطعم ستين مسكينا فقال لا أجد فأمر النبى من التمر وأمره أن يدفعه للمساكين فقال لا أعلم أحدا بين لابتى المدينة أحوج إليه منى فأمره بأكله وأطعم ستين مسكينا فرجع إلى تحليل ما حرم على نفسه أعانه على ذلك النبى صلى الله عليه وسلم ورجل آخر < < المجادلة : ( 5 ) إن الذين يحادون . . . . . > > { إن الذين يحادون الله ورسوله } يخالفون الله ورسوله فى الدين ويعادونه { كبتوا } عذبوا وأخزوا يوم الخندق بالقتل والهزيمة وهم أهل مكة { كما كبت } عذب وأخزى { الذين من قبلهم } يعنى الذين قاتلوا الأنبياء قبل أهل مكة { وقد أنزلنا آيات بينات } جبريل بآيات مبينات بالأمر والنهى
والحلال والحرام { وللكافرين } بآيات الله { عذاب مهين } يهانون به ويقال عذاب شديد < <