> ومن السورة التى يذكر فيها الذاريات وهى كلها مكية آياتها ستون وكلماتها ثلثمائة وستون وحروفها ألف ومائتان وسبعة وثمانون <
> { بسم الله الرحمن الرحيم }
< < الذاريات : ( 1 ) والذاريات ذروا > > وباسناده عن ابن عباس فى قوله تعالى { والذاريات } أقسم بالرياح ذوات الهبوب { ذروا } ما ذرت به الريح فى منازل القوم < < الذاريات : ( 2 ) فالحاملات وقرا > > { فالحاملات } وأقسم بالسحاب تحمل الماء { وقرا } ثقيلا بالمطر < < الذاريات : ( 3 ) فالجاريات يسرا > > { فالجاريات } وأقسم بالسفن { يسرا } سيرا هينا بتيسير < < الذاريات : ( 4 ) فالمقسمات أمرا > > { فالمقسمات } وأقسم بالملائكة جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت { أمرا } يقسمون بين العباد أقسم بهؤلاء الأشياء < < الذاريات : ( 5 ) إنما توعدون لصادق > > { إنما توعدون } من البعث { لصادق } لكائن < < الذاريات : ( 6 ) وإن الدين لواقع > > { وإن الدين } الحساب والقضاء والقصاص فيه { لواقع } لكائن نازل
< < الذاريات : ( 7 ) والسماء ذات الحبك > > { والسماء ذات الحبك } وهذا قسم آخر أقسم بالسماء ذات الحبك ذات الحسن والجمال والاستواء والطرق ويقال ذات النجوم والشمس والقمر ويقال ذات الحبك كحبك الماء إذا ضربته الريح أو كحبك الرمل إذا نسفته الريح أو كحبك الشعر الجعد أو كحبك درع الحديد ويقال هى السماء السابعة أقسم الله بها < < الذاريات : ( 8 ) إنكم لفي قول . . . . . > > { إنكم } يا أهل مكة { لفي قول مختلف } مصدق بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن مكذب بهما < < الذاريات : ( 9 ) يؤفك عنه من . . . . . > > { يؤفك عنه } يصرف عن محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { من أفك } من قد صرف عن الحق والهدى وهو الوليد بن المغيرة المخزومى وأبو جهل بن هشام وأبى بن خلف وأمية بن خلف ومنبه ونبيه ابنا الحجاج صرفوا الناس عن محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن بالكذب والزور فلعنهم الله فقال < < الذاريات : ( 10 ) قتل الخراصون > > { قتل الخراصون } لعن الكذابون بنو مخزوم الوليد بن المغيرة وأصحابه < < الذاريات : ( 11 ) الذين هم في . . . . . > > { الذين هم في غمرة } فى جهالة وعمى من أمر الآخرة { ساهون } لاهون عن الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن < < الذاريات : ( 12 ) يسألون أيان يوم . . . . . > > { يسألون } يا محمد بنو مخزوم { أيان يوم الدين } متى يوم القيامة الذى نعذب فيه < < الذاريات : ( 13 ) يوم هم على . . . . . > > قال الله { يوم } وهو يوم القيامة { هم على النار يفتنون } يحرقون ويقال ينضحون ويقال فى النار يعذبون ويقال على النار يجرون تقول لهم الزبانية < < الذاريات : ( 14 ) ذوقوا فتنتكم هذا . . . . . > > { ذوقوا فتنتكم } حرقكم وعذابكم ونضجكم { هذا } العذاب { الذي كنتم به تستعجلون } فى الدنيا < < الذاريات : ( 15 ) إن المتقين في . . . . . > > ثم بين مستقر المؤمنين أبى بكر وأصحابه فقال { إن المتقين } الكفر والشرك الفواحش { في جنات } بساتين { وعيون } ماء طاهر < < الذاريات : ( 16 ) آخذين ما آتاهم . . . . . > > { آخذين } قابلين راضين { ما آتاهم } ما أعطاهم ربهم فى الجنة ويقال عاملين بما أمرهم { ربهم } فى الدنيا { إنهم كانوا قبل ذلك } الثواب والكرامة { محسنين } فى الدنيا بالقول والفعل < < الذاريات : ( 17 ) كانوا قليلا من . . . . . > > { كانوا قليلا من الليل ما يهجعون } يقول قلما ينامون من الليل < < الذاريات : ( 18 ) وبالأسحار هم يستغفرون > > { وبالأسحار هم يستغفرون } يصلون < < الذاريات : ( 19 ) وفي أموالهم حق . . . . . > > { وفي أموالهم حق } ويرون فى أموالهم حقا معلوما { للسائل } الذى يسأل { والمحروم } الذى لا يسال ولا يعطى ولا يفطن به ويقال المحروم الذى قد حرم أجره وغنيمته ويقال المحروم هو المحترف المقتر عليه معيشته والذى لا يلقى قوت يومه < < الذاريات : ( 20 ) وفي الأرض آيات . . . . . > > { وفي الأرض آيات } علامات وعبرات مثل الشجر والدواب والجبال والبحار { للموقنين } المصدقين بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن < < الذاريات : ( 21 ) وفي أنفسكم أفلا . . . . . > > { وفي أنفسكم } أيضا علامات من الأوجاع والأمراض والبلايا حتى يأكل الرجل من مكان واحد ويخرج من مكانين { أفلا تبصرون } أفلا تعقلون فتتفكروا فيما خلق الله < < الذاريات : ( 22 ) وفي السماء رزقكم . . . . . > > { وفي السماء رزقكم } ومن السماء يأتى رزقكم يعنى المطر { وما توعدون } يعنى الجنة ويقال وفى السماء رزقكم على رب السماء رزقكم وما توعدون من الثواب والعقاب < < الذاريات : ( 23 ) فورب السماء والأرض . . . . . > > { فورب السماء والأرض } أقسم بنفسه { أنه } إن الذى قصصت لكم من أمر الرزق { لحق } لصدق كائن { مثل ما أنكم تنطقون } تقولون لا إله إلا الله < < الذاريات : ( 24 ) هل أتاك حديث . . . . . > > { هل أتاك } يا محمد { حديث ضيف إبراهيم } خبر أضياف إبراهيم { المكرمين } أكرمهم بالعجل < < الذاريات : ( 25 ) إذ دخلوا عليه . . . . . > > { إذ دخلوا عليه } على إبراهيم عليه السلام جبريل وملكان معه ويقال جبريل واثنا عشر ملكا كانوا معه { فقالوا سلاما } سلموا على إبراهيم { قال سلام } رد عليهم إبراهيم السلام أنتم { قوم منكرون } لم يعرفهم ولم يعرف سلامهم فى تلك الأرض فى ذلك الزمان < < الذاريات : ( 26 ) فراغ إلى أهله . . . . . > > { فراغ إلى أهله } فرجع إبراهيم إلى أهله { فجاء } إلى أضيافه { بعجل سمين } صغير مشوى < < الذاريات : ( 27 ) فقربه إليهم قال . . . . . > > { فقربه } يعنى العجل المشوى { إليهم } إلى أضيافه فلم يمدوا أيديهم إلى الطعام { قال } إبراهيم { ألا تأكلون } من الطعام < < الذاريات : ( 28 ) فأوجس منهم خيفة . . . . . > > { فأوجس منهم خيفة } فأضمر إبراهيم فى نفسه خيفة حيث لم يأكلوا من طعامه فظن أنهم لصوص وكان فى زمانه إذا
أكل الرجل من طعام صاحبه أمنه فلما علموا خوف إبراهيم { قالوا لا تخف } منا يا إبراهيم إنا رسل ربك { وبشروه } من الله { بغلام } بولد { عليم } فى صغيره حليم عظيم فى كبره وهو إسحق