تفسير سورة الزخرف

> ومن السورة التى يذكر فيها الزخرف وهى كلها مكية آياتها سبع وثمانون آية وكلماتها ثمانمائة وثلاثة وثلاثون وحروفها ثلاثة آلاف وأربعمائة حرف <
> { بسم الله الرحمن الرحيم }
< < الزخرف : ( 1 ) حم > > وبإسناده عن ابن عباس فى قوله تعالى { حم } يقول قضى ما هو كائن أى بين < < الزخرف : ( 2 ) والكتاب المبين > > { والكتاب المبين } يقول وأقسم بالكتاب المبين بالحلال والحرام والنهى والأمر أن قد قضى ما هو كائن أى بين قال حكيم :
( إلا يا لقومى كل ما حم واقع % وذا الطير يسرى والنجوم الطوالع ) ويقال قسم أقسم به بالحاء والميم والكتاب المبين بالحلال والحرام والأمر والنهى < < الزخرف : ( 3 ) إنا جعلناه قرآنا . . . . . > > { إنا جعلناه } قلناه ووضعناه { قرآنا عربيا } على مجرى لغة العرب ولهذا كان القسم { لعلكم تعقلون } لكى تعلموا ما فى القرآن من الحلال والحرام والأمر والنهى < < الزخرف : ( 4 ) وإنه في أم . . . . . > > { وإنه } يعنى القرآن { في أم الكتاب } فى اللوح المحفوظ مكتوب { لدينا } عندنا { لعلي } كريم شريف مرتفع { حكيم } محكم بالحلال والحرام < < الزخرف : ( 5 ) أفنضرب عنكم الذكر . . . . . > > { أفنضرب عنكم الذكر } أفنرفع عنكم الوحى والرسول يا أهل مكة { صفحا } أو نترككم هملا بلا أمر ولا نهى { أن كنتم قوما مسرفين } بأن كنتم قوما مشركين لا تؤمنون فى علم الله < < الزخرف : ( 6 ) وكم أرسلنا من . . . . . > > { وكم أرسلنا من نبي } قبلك يا محمد { في الأولين } فى الأمم الماضية قد علمنا أنهم لا يؤمنون فلم نتركهم بلا كتاب ولا رسول < < الزخرف : ( 7 ) وما يأتيهم من . . . . . > > { وما يأتيهم } أى الأولين { من نبي إلا كانوا به } بالنبى { يستهزؤون } يهزءون بالنبى < < الزخرف : ( 8 ) فأهلكنا أشد منهم . . . . . > > { فأهلكنا أشد منهم } من أهل مكة { بطشا } قوة ومنعة { ومضى مثل الأولين } سنة الأولين بالعذاب عند تكذيبهم الرسل < < الزخرف : ( 9 ) ولئن سألتهم من . . . . . > > { ولئن سألتهم } كفار مكة { من خلق السماوات والأرض ليقولن } كفار مكة { خلقهن العزيز } فى ملكه وسلطانه { العليم } بتدبيره وبخلقه فقال الله نعم خلق < < الزخرف : ( 10 ) الذي جعل لكم . . . . . > > { الذي جعل لكم الأرض مهدا } فراشا { وجعل لكم فيها سبلا } طرقا { لعلكم تهتدون } لكى تهتدوا بالطرق < < الزخرف : ( 11 ) والذي نزل من . . . . . > > { والذي نزل من السماء ماء } مطرا { بقدر } معلوم بعلم الخزان { فأنشرنا به } أحيينا بالمطر { بلدة ميتا } مكانا لا نبات فيه { كذلك } هكذا { تخرجون } تحيون وتخرجون من القبور كما أحيينا الأرض بالمطر

< < الزخرف : ( 12 ) والذي خلق الأزواج . . . . . > > { والذي خلق الأزواج } الأصناف { كلها } الذكر والأنثى { وجعل لكم } وخلق لكم { من الفلك } يعنى السفن فى البحر { والأنعام } يعنى الإبل { ما تركبون } الذى تركبون عليه < < الزخرف : ( 13 ) لتستووا على ظهوره . . . . . > > { لتستووا على ظهوره } ظهور الأنعام يعنى الإبل { ثم تذكروا نعمة ربكم } بتسخيرها { إذا استويتم عليه } على ظهورها وسخرها لكم { وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا } الإبل { وما كنا له مقرنين } مطيعين مالكين < < الزخرف : ( 14 ) وإنا إلى ربنا . . . . . > > { وإنا إلى ربنا لمنقلبون } راجعون بعد الموت < < الزخرف : ( 15 ) وجعلوا له من . . . . . > > { وجعلوا } وصفوا { له من عباده } يعنى الملائكة { جزءا } ولدا قالوا الملائكة بنات الله وهم بنو مليح { إن الإنسان } يعنى بنى مليح { لكفور } كافر بالله { مبين } ظاهر الكفر < < الزخرف : ( 16 ) أم اتخذ مما . . . . . > > { أم اتخذ } اختار { مما يخلق } يعنى الملائكة { بنات وأصفاكم } اختاركم يا بنى مليح { بالبنين } بالذكور < < الزخرف : ( 17 ) وإذا بشر أحدهم . . . . . > > { وإذا بشر أحدهم } أحد بنى مليح { بما ضرب } بما وصف { للرحمن مثلا } أناثا { ظل } صار { وجهه مسودا وهو كظيم } مغموم مكروب يتردد الغيظ فى جوفه أفترضون لله مالا ترضون لأنفسكم < < الزخرف : ( 18 ) أو من ينشأ . . . . . > > { أو من ينشأ } يغذى ويربى { في الحلية } حلية الذهب والفضة { وهو في الخصام } فى الكلام { غير مبين } غير ثابت الحجة ومن النساء فمثلهن كيف ينبغى أن يكن بنات الله < < الزخرف : ( 19 ) وجعلوا الملائكة الذين . . . . . > > { وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا } بنات الله { أشهدوا خلقهم } حين خلقوا أنهم إناث فيعلمون بذلك أنهم إناث قالوا لا يا محمد ولكن سمعنا من آبائنا يقولون ذلك فقال الله يا محمد { ستكتب شهادتهم } بالكذب على الله بمقالتهم أن الملائكة بنات الله { ويسألون } عنه يوم القيامة أى قيل لهم حين جعلوا الملائكة بنات الله أشهدتم قالوا لا قال فما يدريكم أنهن إناث وأنهن بنات الله قالوا سمعنا هذا من آبائنا قال الله ستكتب شهادتهم يعنى ما تكلموا به ويسئلون عنه يوم القيامة < < الزخرف : ( 20 ) وقالوا لو شاء . . . . . > > { وقالوا } بنو مليح { لو شاء الرحمن } لو نهانا الرحمن وصرفنا { ما عبدناهم } استهزاء ولكن أمرنا بعبادتهم ولم ينهنا عن عبادتهم { ما لهم بذلك } بما يقولون { من علم } من حجة ولا بيان { إن هم } ما هم { إلا يخرصون } يكذبون على الله لأن الله نهاهم عن ذلك < < الزخرف : ( 21 ) أم آتيناهم كتابا . . . . . > > { أم آتيناهم } أعطيناهم { كتابا من قبله } من قبل القرآن { فهم به } بالكتاب { مستمسكون } آخذون منه ويقولون إن الملائكة بنات الله قالوا لا يا محمد ولكن وجدنا آباءنا على هذا الدين فقال الله < < الزخرف : ( 22 ) بل قالوا إنا . . . . . > > { بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة } على هذا الدين { وإنا على آثارهم } على دينهم وأعمالهم { مهتدون } مقتدون < < الزخرف : ( 23 ) وكذلك ما أرسلنا . . . . . > > { وكذلك } هكذا أى كما قال قومك { ما أرسلنا من قبلك في قرية } إلى أهل قرية { من نذير } من نبى مخوف { إلا قال مترفوها } جبابرتها { إنا وجدنا آباءنا على أمة } على هذا الدين { وإنا على آثارهم } على دينهم وأعمالهم { مقتدون } مستنون < < الزخرف : ( 24 ) قال أولو جئتكم . . . . . > > { قال } اعنى قل لهم يا محمد { أولو جئتكم } قد جئتكم { بأهدى } بأصوب دينا { مما وجدتم عليه آباءكم } ألا تقبلون ذلك { قالوا إنا بما أرسلتم به } من الكتاب { كافرون } جاحدون < < الزخرف : ( 25 ) فانتقمنا منهم فانظر . . . . . > > { فانتقمنا منهم } بالعذاب عن تكذيبهم الرسل والكتب { فانظر كيف كان عاقبة المكذبين }
) آخر أمر المكذبين بالكتب والرسل

< < الزخرف : ( 26 ) وإذ قال إبراهيم . . . . . > > { وإذ قال إبراهيم لأبيه } آزر { وقومه } حين جاء إليهم { إنني براء مما تعبدون > { < الزخرف : ( 27 ) إلا الذي فطرني . . . . . > > { إلا الذي فطرني } إلا معبودى الذى خلقنى { فإنه سيهدين } سيحفظنى على دينه طاعته < < الزخرف : ( 28 ) وجعلها كلمة باقية . . . . . > > { وجعلها } يعنى لا إله إلا الله { كلمة باقية } ثابتة { في عقبه } فى نسله نسل إبراهيم { لعلهم يرجعون } عن كفرهم بلا إله إلا الله < < الزخرف : ( 29 ) بل متعت هؤلاء . . . . . > > { بل متعت } أجلت { هؤلاء } أهل مكة { وآباءهم } قبلهم { حتى جاءهم الحق } يعنى الكتاب { ورسول مبين } يبين لهم لهؤلاء بلغة يعلمونها < < الزخرف : ( 30 ) ولما جاءهم الحق . . . . . > > { ولما جاءهم الحق } الكتاب والرسول { قالوا هذا } يعنون الكتاب { سحر } كذب { وأنا به } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { كافرون } جاحدون < < الزخرف : ( 31 ) وقالوا لولا نزل . . . . . > > { وقالوا } يعنى كفار مكة الوليد وأصحابه { لولا } هلا { نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم } يقول على رجل عظيم كالوليد بن المغيرة وأبى مسعود الثقفى من القريتين من مكة والطائف < < الزخرف : ( 32 ) أهم يقسمون رحمة . . . . . > > { أهم يقسمون رحمة ربك } يعنى نبوة ربك وكتاب ربك فيقسمون لمن شاءوا { نحن قسمنا بينهم معيشتهم } بالمال والولد { في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات } فضائل بالمال أو الولد { ليتخذ بعضهم بعضا سخريا } أى مسخرا خدما وعبيدا { ورحمة ربك } النبوة والكتاب ويقال الجنة للمؤمنين { خير مما يجمعون } مما يجمع الكفار فى الدنيا من المال والزهرة < < الزخرف : ( 33 ) ولولا أن يكون . . . . . > > { ولولا أن يكون الناس أمة واحدة } على ملة واحدة ملة الكفر { لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا } سماء بيوتهم { من فضة ومعارج } درجات { عليها يظهرون } يرتقون من فضة < < الزخرف : ( 34 ) ولبيوتهم أبوابا وسررا . . . . . > > { ولبيوتهم أبوابا } من فضة { وسررا } من فضة { عليها يتكؤون } ينامون < < الزخرف : ( 35 ) وزخرفا وإن كل . . . . . > > { وزخرفا } ذهبا وكل شىء لهم من اوانى منازلهم من الذهب والفضة { وإن كل ذلك لما } يقول وما كل ذلك إلا { متاع الحياة الدنيا } والميم صلة ويقال كل ذلك متاع الحياة الدنيا ولما صلة { والآخرة } يعنى الجنة { عند ربك للمتقين } الكفر والشرك والفواحش خير من متاع الدنيا < < الزخرف : ( 36 ) ومن يعش عن . . . . . > > { ومن يعش } يعرض ويقال يمل إن قرأت بالخفض ويقال يعم إن قرأت بالنصب { عن ذكر الرحمن } عن توحيد الرحمن وكتابه { نقيض له شيطانا } نجعل له قرينا من الشيطان { فهو له قرين } فى الدنيا وفى النار < < الزخرف : ( 37 ) وإنهم ليصدونهم عن . . . . . > > { وإنهم } يعنى الشياطين { ليصدونهم } ليصرفونهم { عن السبيل } عن سبيل الحق والهدى { ويحسبون } يظنون { أنهم مهتدون } بالحق والهدى < < الزخرف : ( 38 ) حتى إذا جاءنا . . . . . > > { حتى إذا جاءنا } يعنى ابن آدم وقرينه الشيطان فى سلسلة واحدة { قال } لقرينه الشيطان { يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين } مشرق الشتاء والصيف { فبئس القرين } الصاحب والرفيق الشيطان < < الزخرف : ( 39 ) ولن ينفعكم اليوم . . . . . > > { ولن ينفعكم } يقول الله ولن ينفعكم { اليوم } هذا الكلام { إذ ظلمتم } كفرتم فى الدنيا { أنكم في العذاب مشتركون }
) الشياطين وبنو آدم

< < الزخرف : ( 40 ) أفأنت تسمع الصم . . . . . > > { أفأنت تسمع } الحق والهدى يا محمد { الصم } من يتصامم وهو الكافر { أو تهدي العمي } حتى يبصر الحق والهدى وهو الكافر { ومن كان في ضلال مبين } فى كفر بين لا تقدر أن ترشده إلى الهدى < < الزخرف : ( 41 ) فإما نذهبن بك . . . . . > > { فإما نذهبن بك } نميتك { فإنا منهم منتقمون } بالعذاب < < الزخرف : ( 42 ) أو نرينك الذي . . . . . > > { أو نرينك الذي وعدناهم } يوم بدر { فإنا عليهم مقتدرون } على عذابهم قادرون قبل موتك وبعد موتك < < الزخرف : ( 43 ) فاستمسك بالذي أوحي . . . . . > > { فاستمسك } اعمل { بالذي أوحي إليك } يعنى القرآن { إنك } يا محمد { على صراط مستقيم } على دين قائم يرضاه < < الزخرف : ( 44 ) وإنه لذكر لك . . . . . > > { وإنه } يعنى القرآن { لذكر لك } شرف لك { ولقومك } قريش لأنه بلغتهم { وسوف تسألون } عن شكر هذا الشرف < < الزخرف : ( 45 ) واسأل من أرسلنا . . . . . > > { واسأل من أرسلنا من قبلك } يا محمد { من رسلنا } مثل عيسى وموسى وإبراهيم وهذا فى الليلة التى أسرى به إلى السماء وصلى بسبعين نبيا مثل إبراهيم وموسى وعيسى فأمر الله نبيه أن سلهم يا محمد { أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون } يقول سلهم هل جعلنا آلهة يعبدون من دون الرحمن مقدم ومؤخر ويقال سلهم هل أمرنا من دون الرحمن آلهة يعبدون وفيها وجه آخر يقول سل الذى أرسلنا إليهم الرسل من قبلك يعنى أهل الكتاب أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون يقول سل هل جاءت الرسل إلا بالتوحيد فلم يسألهم النبى صلى الله عليه وسلم لأنه كان موقنا بذلك < < الزخرف : ( 46 ) ولقد أرسلنا موسى . . . . . > > { ولقد أرسلنا موسى بآياتنا } باليد والعصا { إلى فرعون وملئه } قومه القبط { فقال إني رسول رب العالمين } إليكم < < الزخرف : ( 47 ) فلما جاءهم بآياتنا . . . . . > > { فلما جاءهم } موسى { بآياتنا } باليد والعصا { إذا هم منها } من الآيات { يضحكون } يتعجبون ويسخرون فلا يؤمنون بها < < الزخرف : ( 48 ) وما نريهم من . . . . . > > { وما نريهم من آية } من علامة { إلا هي أكبر من أختها } أعظم من التى كانت قبلها فلم يؤمنوا بها { وأخذناهم بالعذاب } بالطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والنقص والسنين { لعلهم يرجعون } لكى يرجعوا عن كفرهم < < الزخرف : ( 49 ) وقالوا يا أيها . . . . . > > { وقالوا يا أيها الساحر } العالم يوقرونه بذلك وكان الساحر فيهم عظيما { ادع لنا ربك بما عهد عندك } سل لنا ربك بما عهد الله لك وكان عهد الله لموسى إن آمنوا كشفنا عنهم العذاب فمن ذلك قالوا بما عهد الله عندك { إننا لمهتدون } مؤمنون بك وبما جئت به < < الزخرف : ( 50 ) فلما كشفنا عنهم . . . . . > > { فلما كشفنا } دفعنا { عنهم العذاب إذا هم ينكثون } ينقضون عهودهم ولا يؤمنون < < الزخرف : ( 51 ) ونادى فرعون في . . . . . > > { ونادى فرعون في قومه } خطب فرعون فى قومه القبط { قال يا قوم أليس لي ملك مصر } أربعين فرسخا فى أربعين فرسخا { وهذه الأنهار تجري من تحتي } من حولى ويقال عنى بها الأفراس تجرى من تحتى { أفلا تبصرون > { < الزخرف : ( 52 ) أم أنا خير . . . . . > > { أم أنا خير } إنى خير { من هذا الذي هو مهين } ضعيف فى بدنه { ولا يكاد يبين } يبين حجته < < الزخرف : ( 53 ) فلولا ألقي عليه . . . . . > > { فلولا ألقي عليه أسورة } هلا ألبس عليه أقبية { من ذهب } كما لكم { أو جاء معه الملائكة مقترنين } معاونين مصدقين له بالرسالة < < الزخرف : ( 54 ) فاستخف قومه فأطاعوه . . . . . > > { فاستخف } فاستنزل { قومه } القبط { فأطاعوه } فى قوله { إنهم كانوا قوما فاسقين } كافرين < < الزخرف : ( 55 ) فلما آسفونا انتقمنا . . . . . > > { فلما آسفونا } أغضبوا نبينا موسى ومالوا إلى غضبنا
{ انتقمنا منهم } بالعذاب { فأغرقناهم أجمعين } فى البحر

< < الزخرف : ( 56 ) فجعلناهم سلفا ومثلا . . . . . > > { فجعلناهم سلفا } ذهابا بالعذاب { ومثلا } عبرة { للآخرين } لمن بقى بعدهم < < الزخرف : ( 57 ) ولما ضرب ابن . . . . . > > { ولما ضرب ابن مريم مثلا } شبهوه بآلهتهم { إذا قومك منه } من قول عبد الله بن الزبعري وأصحابه { يصدون } يضحكون < < الزخرف : ( 58 ) وقالوا أآلهتنا خير . . . . . > > { وقالوا } يعنى عبد الله بن الزبعري { أآلهتنا خير } يا محمد { أم هو } يعنى عيسى ابن مريم إن جاز له فى النار مع النصارى يجوز لنا فى النار مع آلهتنا { ما ضربوه لك } ما ذكروا لك عيسى ابن مريم { إلا جدلا } إلا للجدال والخصومة { بل هم قوم خصمون } جدلون بالباطل < < الزخرف : ( 59 ) إن هو إلا . . . . . > > { إن هو } ما هو يعنى عيسى ابن مريم { إلا عبد أنعمنا عليه } بالرسالة وليس هو كآلهتهم { وجعلناه مثلا } عبرة { لبني إسرائيل } ولدا بلا أب < < الزخرف : ( 60 ) ولو نشاء لجعلنا . . . . . > > { ولو نشاء لجعلنا منكم } بمكانكم ويقال خلقنا منكم { ملائكة في الأرض يخلفون } خلفاء منكم بدلكم ويقال يمشون فى الأرض بدلكم < < الزخرف : ( 61 ) وإنه لعلم للساعة . . . . . > > { وإنه } يعنى نزول عيسى ابن مريم { لعلم للساعة } لبيان قيام الساعة ويقال علامة لقيام الساعة إن قرأت بنصب العين واللام { فلا تمترن بها } فلا تشكن بها بقيام الساعة { واتبعون } بالتوحيد { هذا } التوحيد { صراط مستقيم } دين قائم يرضاه وهو الإسلام < < الزخرف : ( 62 ) ولا يصدنكم الشيطان . . . . . > > { ولا يصدنكم } لا يصرفنكم { الشيطان } عن دين الإسلام والاقرار بقيام الساعة { إنه لكم عدو مبين } ظاهر العداوة < < الزخرف : ( 63 ) ولما جاء عيسى . . . . . > > { ولما جاء عيسى بالبينات } بالأمر والنهى والعجائب { قال قد جئتكم بالحكمة } بالأمر والنهى والنبوة { ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه } تخالفون فى الدين { فاتقوا الله } فاخشوا الله فيما أمركم { وأطيعون } اتبعوا وصيتى وقولى < < الزخرف : ( 64 ) إن الله هو . . . . . > > { إن الله هو ربي } خالقى { وربكم } خالقكم { فاعبدوه } فوحدوه { هذا } التوحيد { صراط مستقيم } دين قائم يرضاه < < الزخرف : ( 65 ) فاختلف الأحزاب من . . . . . > > { فاختلف الأحزاب } النصارى { من بينهم } فيما بينهم فى عيسى فقال بعضهم هو ابن الله وهم النسطورية وقال بعضهم هو الله وهم الماريعقوبية وقال بعضهم هو شريكه وهم الملكانية وقال بعضهم هو ثالث ثلاثة وهم المرقوسية { فويل } شدة العذاب { للذين ظلموا } تحزبوا فى عيسى { من عذاب يوم أليم } وجيع < < الزخرف : ( 66 ) هل ينظرون إلا . . . . . > > { هل ينظرون } ما ينتظرون إذ لا يتوبون عن مقالتهم { إلا الساعة } إلا قيام الساعة { أن تأتيهم بغتة } فجأة { وهم لا يشعرون } لا يعلمون بنزول العذاب بهم < < الزخرف : ( 67 ) الأخلاء يومئذ بعضهم . . . . . > > { الأخلاء } فى المعصية { يومئذ } يوم القيامة مثل عقبة بن أبى معيط وأبى بن خلف { بعضهم لبعض عدو إلا المتقين } الكفر والشرك والفواحش مثل أبى بكر وعمر وعثمان وعلى وأصحابهم فانهم ليسوا كذلك فيقول الله < < الزخرف : ( 68 ) يا عباد لا . . . . . > > { يا عباد لا خوف عليكم اليوم } حين يخاف غيركم { ولا أنتم تحزنون } حين يحزن غيركم < < الزخرف : ( 69 ) الذين آمنوا بآياتنا . . . . . > > { الذين آمنوا بآياتنا } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { وكانوا مسلمين } مخلصين بالعبادة والتوحيد < < الزخرف : ( 70 ) ادخلوا الجنة أنتم . . . . . > > { ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم } حلائلكم { تحبرون } تكرمون بالتحف وتنعمون فى الجنة < < الزخرف : ( 71 ) يطاف عليهم بصحاف . . . . . > > { يطاف عليهم } فى الخدمة { بصحاف } بقصاع { من ذهب } فيها ألوان الطعام { وأكواب } كيزان بلا آذان ولا عرى مدورة الرءوس فيها شرابهم { وفيها } فى الجنة { ما تشتهيه الأنفس } تتمنى الأنفس{ وتلذ الأعين } تعجب الأعين بالنظر إليه { وأنتم فيها } فى الجنة { خالدون } دائمون لا تموتون ولا تخرجون منها

< < الزخرف : ( 72 ) وتلك الجنة التي . . . . . > > { وتلك الجنة } هذه الجنة { التي أورثتموها } أنزلتموها جعلت لكم ميراثا { بما كنتم تعملون } وتقولون فى الدنيا < < الزخرف : ( 73 ) لكم فيها فاكهة . . . . . > > { لكم فيها } فى الجنة { فاكهة } ألوان الفاكهة { كثيرة منها } من ألوان الفاكهة { تأكلون > { < الزخرف : ( 74 ) إن المجرمين في . . . . . > > { إن المجرمين } المشركين أبا جهل وأصحابه { في عذاب جهنم خالدون } لا يموتون ولا يخرجون منها < < الزخرف : ( 75 ) لا يفتر عنهم . . . . . > > { لا يفتر } لا يرفع { عنهم } العذاب ولا يقطع { وهم فيه } فى العذاب { مبلسون } آيسون من الرفع ومن كل خير < < الزخرف : ( 76 ) وما ظلمناهم ولكن . . . . . > > { وما ظلمناهم } بهلاكهم وعذابهم { ولكن كانوا هم الظالمين } بالكفر والشرك < < الزخرف : ( 77 ) ونادوا يا مالك . . . . . > > { ونادوا يا مالك } فلما قل صبرهم نادوا يا مالك خازن النار { ليقض علينا ربك } الموت فيجيبهم مالك بعد أربعين سنة { قال إنكم ماكثون } دائمون فى العذاب ولا تخرجون < < الزخرف : ( 78 ) لقد جئناكم بالحق . . . . . > > { لقد جئناكم بالحق } يقول جاء جبريل إلى نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن { ولكن أكثركم } كلكم { للحق } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { كارهون } جاحدون < < الزخرف : ( 79 ) أم أبرموا أمرا . . . . . > > { أم أبرموا أمرا } أحكموا أمرا فى شأن محمد { فإنا مبرمون } محكمون أمرا بهلاكهم < < الزخرف : ( 80 ) أم يحسبون أنا . . . . . > > { أم يحسبون } أيظنون يعنى صفوان بن أمية وصاحبيه { أنا لا نسمع سرهم } فيما بينهم { ونجواهم } خلوتهم حول الكعبة { بلى } نسمع { ورسلنا لديهم } عندهم { يكتبون } سرهم ونجواهم وهم الحفظة < < الزخرف : ( 81 ) قل إن كان . . . . . > > { قل } يا محمد للنضر بن الحارث وعلقمة { إن كان } ما كان { للرحمن ولد فأنا أول العابدين } أول المقرين بأن ليس لله ولد ولا شريك < < الزخرف : ( 82 ) سبحان رب السماوات . . . . . > > { سبحان رب السماوات والأرض رب العرش عما يصفون } يقولون من الولد والشريك < < الزخرف : ( 83 ) فذرهم يخوضوا ويلعبوا . . . . . > > { فذرهم } اتركهم يا محمد { يخوضوا } فى الباطل { ويلعبوا } يهزءوا بالقرآن { حتى يلاقوا } يعاينوا { يومهم الذي يوعدون } فيه الموت والعذاب < < الزخرف : ( 84 ) وهو الذي في . . . . . > > { وهو الذي في السماء إله } هو إله كل شىء فى السماء { وفي الأرض إله } إله كل شىء فى الأرض { وهو الحكيم } فى أمره وقضائه { العليم } بخلقه وتدبيره < < الزخرف : ( 85 ) وتبارك الذي له . . . . . > > { وتبارك } تعالى وتبرأ عن الولد والشريك { الذي له ملك السماوات والأرض وما بينهما } من الخلق { وعنده علم الساعة } علم قيام الساعة { وإليه ترجعون } فى الآخرة < < الزخرف : ( 86 ) ولا يملك الذين . . . . . > > { ولا يملك الذين يدعون } يعبدون { من دونه } من دون الله { الشفاعة } يقول لا تقدر الملائكة أن يشفعوا لأحد { إلا من شهد بالحق } بلا إله إلا الله مخلصا بها { وهم يعلمون } حق من قبل أنفسهم نزلت هذه الآية فى بنى مليح حيث قالوا الملائكة بنات الله < < الزخرف : ( 87 ) ولئن سألتهم من . . . . . > > { ولئن سألتهم } يعنى بنى مليح { من خلقهم ليقولن الله } خلقنا { فأنى يؤفكون } فمن أين يكذبون على الله بعد الاقرار < < الزخرف : ( 88 ) وقيله يا رب . . . . . > > { وقيله } قال محمد صلى الله عليه وسلم { يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون } بك وبالقرآن فافعل بهم ما شئت < < الزخرف : ( 89 ) فاصفح عنهم وقل . . . . . > > { فاصفح عنهم } قيل له أعرض عنهم { وقل سلام } سداد من القول { فسوف } وهذا وعيد لهم { يعلمون } ماذا يفعل بهم يوم بدر ويوم أحد ويوم الأحزاب ثم أمره بالقتال بعد ذلك فسوف يعلمون ماذا ينزل بهم من الجوع والدخان