> ومن السورة التى يذكر فيها ص وهى كلها مكية آياتها ست وثمانون آية وكلماتها سبعمائة واثنتان وثلاثون كلمة وحروفها ثلاثة آلاف وستة وستون حرفا <
> { بسم الله الرحمن الرحيم }
< < ص : ( 1 ) ص والقرآن ذي . . . . . > > وباسناده عن ابن عباس فى قوله تعالى { ص } يقول ص والقرآن أى كرروا القرآن حتى تعلموا الإيمان من الكفر والسنة من البدعة والحق من الباطل والصدق من الكذب والحلال من الحرام والخير من الشر ويقال ص صد عن الهدى أى صرف أهل مكة عن الحق والهدى ويقال أبو جهل ويقال ص صادق فى قوله ويقال ص اسم من أسماء الله صادق ويقال قسم أقسم به { والقرآن } أقسم بالقرآن { ذي الذكر } ذى الشرف والبيان شرف من آمن به وبيان الأولين والآخرين < < ص : ( 2 ) بل الذين كفروا . . . . . > > { بل الذين كفروا } كفار مكة { في عزة } حمية وتكبر { وشقاق } خلاف وعداوة ولهذا كان المقسم عليه < < ص : ( 3 ) كم أهلكنا من . . . . . > > { كم أهلكنا من قبلهم } من قبل قريش { من قرن } من الأمم الخالية { فنادوا ولات حين مناص } فنادتهم الملائكة عند هلاكهم ولات حين مناص أى ليس بحين حملة ولا فرار قفوا فوقفوا حتى أهلكهم الله وقد كانوا قبل ذلك إذا قاتلوا عدوا نادى بعضهم بعضا مناص مناص يعنون حملة واحدة فنجا من نجا وهلك من هلك وإذا غلب العدو عليهم كانوا يبدرون بعضهم بعضا وينادون بعضهم بعضا مناص مناص بنصب الصاد أى فرارا فرارا فيفرون من القتال وهذه علامة كانت بينهم في القتالإذا أرادوا أن يحملوا على العدو أو يفروا من العدو فلما أراد الله هلاكهم نادتهم الملائكة ولات حين مناص أى ليس بحين حملة ولا فرار < < ص : ( 4 ) وعجبوا أن جاءهم . . . . . > > { وعجبوا } قريش { أن جاءهم } بأن جاءهم { منذر } رسول مخوف { منهم } من نسبهم { وقال الكافرون } كفار مكة { هذا } يعنون محمد صلى الله عليه وسلم { ساحر } يفرق بين الاثنين { كذاب } يكذب على الله < < ص : ( 5 ) أجعل الآلهة إلها . . . . . > > { أجعل الآلهة إلها واحدا } أيسعنا ويكفينا إله واحد فى حوائجنا كما يقول محمد صلى الله عليه وسلم { إن هذا } الذى يقول صلى الله عليه وسلم { لشيء عجاب } عجيب < < ص : ( 6 ) وانطلق الملأ منهم . . . . . > > { وانطلق الملأ } الرؤساء { منهم } من قريش عتبة وشيبة ابنا ربيعة وأبى بن خلف الجمحى وأبو جهل بن هشام { أن امشوا } قال لهم أبو جهل أن امضوا إلى آلهتكم { واصبروا على آلهتكم } اثبتوا على عبادة آلهتكم { إن هذا لشيء } يعنون محمد صلى الله عليه وسلم { يراد } أن يهلك ويقال إن هذا الذى يقول محمد
صلى الله عليه وسلم لشىء يراد يكون بأهل الأرض < < ص : ( 7 ) ما سمعنا بهذا . . . . . > > { ما سمعنا بهذا } الذى يقول محمد صلى الله عليه وسلم { في الملة الآخرة } فى الملة اليهودية والنصرانية يعنون لم نسمع من اليهود ولا النصارى أن الإله واحد { إن هذا } ما هذا الذى يقول محمد صلى الله عليه وسلم { إلا اختلاق } اختلقه محمد صلى الله عليه وسلم من تلقاء نفسه < < ص : ( 8 ) أأنزل عليه الذكر . . . . . > > { أأنزل عليه الذكر من بيننا } أخص بالنبوة والكتاب من بيننا { بل هم } كفار مكة { في شك من ذكري } من كتابى ونبوة نبي { بل لما يذوقوا عذاب } لم يذوقوا عذابى فمن ذلك يكذبون على < < ص : ( 9 ) أم عندهم خزائن . . . . . > > { أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب } يقول أبأيديهم النبوة والكتب فيعطون من شاءوا وهو العزيز بالنقمة لمن لا يؤمن الوهاب وهب النبوة والكتاب لمحمد صلى الله عليه وسلم < < ص : ( 10 ) أم لهم ملك . . . . . > > { أم لهم } ألهم { ملك السماوات والأرض } مقدرة على السموات والأرض { وما بينهما } من الخلق والعجائب { فليرتقوا } فليصعدوا { في الأسباب } فى أبواب السموات إن كانت لهم مقدرة ذلك فلينظروا ءأنزل عليه النبوة والكتاب أم لا < < ص : ( 11 ) جند ما هنالك . . . . . > > { جند } هم جند { ما هنالك } عند ما أرادوا قتل النبى صلى الله عليه وسلم يوم بدر { مهزوم } مقتول مغلوب فقتلوا يوم بدر { من الأحزاب } من الكفار كفار مكة < < ص : ( 12 ) كذبت قبلهم قوم . . . . . > > { كذبت قبلهم } قبل قومك يا محمد { قوم نوح } نوحا { وعاد } قوم هود هودا { وفرعون } موسى { ذو الأوتاد } صاحب الملك الثابت ويقال صاحب العذاب بالأوتاد وإنما سمى ذا أوتاد لأنه كان إذا غضب على أحد وكره بأربعة أوتاد < < ص : ( 13 ) وثمود وقوم لوط . . . . . > > { وثمود } قوم صالح صالحا { وقوم لوط } لوطا { وأصحاب الأيكة } الغيضة وهم قوم شعيب كذبوا شعيبا { أولئك الأحزاب } الكفار < < ص : ( 14 ) إن كل إلا . . . . . > > { إن كل إلا كذب الرسل } يقول كل هؤلاء كذبوا الرسل كما كذبك قريش { فحق عقاب } فوجبت عليهم عقوبتى < < ص : ( 15 ) وما ينظر هؤلاء . . . . . > > { وما ينظر هؤلاء } قومك إن كذبوك { إلا صيحة واحدة } لا تثنى وهى نفخة البعث { ما لها من فواق } من نظرة ولا رجعة < < ص : ( 16 ) وقالوا ربنا عجل . . . . . > > { وقالوا } يعنى كفار مكة حين ذكر الله فى كتابه فأما من أوتى كتابه بيمينه وأما من أوتى كتابه بشماله { ربنا } يا ربنا { عجل لنا قطنا } يعنون كتابنا أى صحيفة أعمالنا { قبل يوم الحساب } حتى نعلم ما فيها < < ص : ( 17 ) اصبر على ما . . . . . > > { اصبر } يا محمد { على ما يقولون } من التكذيب { واذكر عبدنا داود } يقول اذكر لهم خبر عبدنا داود { ذا الأيد } ذا القوة والعبادة { إنه أواب } مطيع لله مقبل إلى طاعة الله < < ص : ( 18 ) إنا سخرنا الجبال . . . . . > > { إنا سخرنا } ذللنا { الجبال معه يسبحن } معه { بالعشي والإشراق } غدوة وعشية < < ص : ( 19 ) والطير محشورة كل . . . . . > > { والطير } وسخرنا له الطير { محشورة } مجموعة { كل له } الطير والجبال { أواب } مطيع لله < < ص : ( 20 ) وشددنا ملكه وآتيناه . . . . . > > { وشددنا ملكه } بالحرس وكان يحرس كل ليلة محرابه ثلاثة وثلاثون ألف رجل { وآتيناه } أعطيناه { الحكمة } النبوة { وفصل الخطاب } القضاء كان لا يتعتع فى الكلام عند القضاء يقضى بالبينة واليمين البينة على الطالب واليمين على المطلوب < < ص : ( 21 ) وهل أتاك نبأ . . . . . > > { وهل أتاك } ما أتاك ثم أتاك يا محمد { نبأ الخصم } خبر الخصم خصم داود { إذ تسوروا المحراب } نزلوا عليه من فوق المحراب < < ص : ( 22 ) إذ دخلوا على . . . . . > > { إذ دخلوا على داود ففزع منهم } داود { قالوا } يعنى الملكين اللذين دخلا عليه يا داود { لا تخف خصمان } نحن خصمان { بغي } تطاول وظلم { بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق } بالعدل { ولا تشطط } لا تمل ولا تجر { واهدنا إلى سواء الصراط } دلنا إلى الصواب < < ص : ( 23 ) إن هذا أخي . . . . . > > { إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة } امرأة { ولي نعجة } امرأة { واحدة فقال أكفلنيها } أعطنيها { وعزني في الخطاب } غلبنى فى الكلام وهذا مثل ضرباه لداود لكى يفهم ما فعل بأوريا < < ص : ( 24 ) قال لقد ظلمك . . . . . > > { قال } داود { لقد ظلمك بسؤال نعجتك } بأخذ نعجتك { إلى نعاجه } مع كثرة نعاجه { وإن كثيرا من الخلطاء } من الشركاء والإخوان { ليبغي } ليظلم { بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا } بالله { وعملوا الصالحات }
) فيما بينهم وبين ربهم { وقليل ما هم } مالا يظلمون فخرجا من حيث دخلا { وظن داود } علم وأيقن بعد لك { أنما فتناه } ابتليناه بالذنب الذى كان منه { فاستغفر ربه } من الذنب { وخر راكعا } ساجدا { وأناب } أقبل إلى الله بالتوبة والندامة