تفسير سورة السجدة

> ومن السورة التى يذكر فيها السجدة وهى كلها مكية آياتها تسع وعشرون وكلماتها ثلاثمائة وثلاثون كلمة وحروفها ألف وخمسمائة وثمانية عشر <
> { بسم الله الرحمن الرحيم }
< < السجدة : ( 1 ) الم > > وباسناده عن ابن عباس فى قوله تعالى { الم } يقول أنا الله أعلم ويقال قسم أقسم به < < السجدة : ( 2 ) تنزيل الكتاب لا . . . . . > > { تنزيل الكتاب } إن هذا الكتاب تكليم من الله { لا ريب فيه } لا شك فيه أنه { من رب العالمين > { < السجدة : ( 3 ) أم يقولون افتراه . . . . . > > { أم يقولون } بل يقولون كفار مكة { افتراه } اختلق محمد القرآن من تلقاء نفسه { بل هو الحق } يعنى القرآن { من ربك } نزل به جبريل عليك { لتنذر } به لكى تخوف بالقرآن { قوما } يعنى قريشا { ما أتاهم من نذير من قبلك } لم يأتهم رسول مخوف قبلك يا محمد { لعلهم يهتدون } من الضلالة < < السجدة : ( 4 ) الله الذي خلق . . . . . > > { الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما } من الخلق والعجائب { في ستة أيام } من أيام أول الدنيا طول كل يوم ألف سنة مما تعدون من سنين الدنيا أول يوم منها يوم الأحد وآخر يوم منها يوم الجمعة { ثم استوى على العرش } وكان الله على العرش قبل أن خلقهما { ما لكم } يا أهل مكة { من دونه } من دون الله { من ولي } من قريب ينفعكم { ولا شفيع } يشفع لكم من عذاب الله { أفلا تتذكرون } تتعظون بالقرآن فتؤمنوا < < السجدة : ( 5 ) يدبر الأمر من . . . . . > > { يدبر الأمر من السماء إلى الأرض } يبعث الملائكة بالوحى والتنزيل والمصيبة { ثم يعرج إليه } يصعد إليه يعنى الملائكة { في يوم كان مقداره } مقدار صعوده على غير الملائكة { ألف سنة مما تعدون } من سنين الدنيا < < السجدة : ( 6 ) ذلك عالم الغيب . . . . . > > { ذلك } المدبر { عالم الغيب } ما غاب عن العباد وما يكون { والشهادة } ما علمه العباد وما كان { العزيز } بالنقمة من الكفار { الرحيم } بالمؤمنين < < السجدة : ( 7 ) الذي أحسن كل . . . . . > > { الذي أحسن كل شيء خلقه } أحكم كل شىء خلقه { وبدأ خلق الإنسان } يعنى آدم { من طين } أخذ من أديم الأرض < < السجدة : ( 8 ) ثم جعل نسله . . . . . > > { ثم جعل نسله } ذريته { من سلالة } نطفة

{ من ماء مهين } من نطفة ضعيفة من ماء الرجل والمرأة

< < السجدة : ( 9 ) ثم سواه ونفخ . . . . . > > { ثم سواه } جمع خلقه فى بطن أمه { ونفخ فيه من روحه } جعل الروح فيه { وجعل لكم السمع } خلق لكم السمع لكى تسمعوا به الحق والهدى { والأبصار } لكى تبصروا بها الحق والهدى { والأفئدة } يعنى القلوب لكى تفقهوا بها الحق والهدى { قليلا ما تشكرون } شكركم بما صنع إليكم قليل < < السجدة : ( 10 ) وقالوا أئذا ضللنا . . . . . > > { وقالوا } يعنى أبا جهل وأصحابه { أئذا ضللنا } هلكنا { في الأرض } بعد الموت { أئنا لفي خلق جديد } تجدد بعد الموت هذا ما لايكون { بل هم بلقاء ربهم } بالبعث بعد الموت { كافرون } جاحدون < < السجدة : ( 11 ) قل يتوفاكم ملك . . . . . > > { قل } لهم يا محمد { يتوفاكم } يقبض أرواحكم { ملك الموت الذي وكل بكم } بقبض أرواحكم { ثم إلى ربكم ترجعون } فى الآخرة < < السجدة : ( 12 ) ولو ترى إذ . . . . . > > { ولو ترى إذ المجرمون } المشركون { ناكسو رؤوسهم } مطأطئو رءوسهم { عند ربهم } يوم القيامة { ربنا } يقولون يا ربنا { أبصرنا } علمنا مالم نعلم { وسمعنا } أيقنا بما لم نكن به موقنين { فارجعنا } حتى نؤمن بك { نعمل صالحا } خالصا { إنا موقنون } مقرون بك وبكتابك ورسولك وبالبعث بعد الموت < < السجدة : ( 13 ) ولو شئنا لآتينا . . . . . > > { ولو شئنا لآتينا } لأعطينا { كل نفس هداها } تقواها { ولكن حق القول } وجب القول { مني لأملأن جهنم من الجنة والناس } من كفار الجن والإنس { أجمعين } لولا ذلك لأكرمت كل نفس بالمعرفة والتوحيد < < السجدة : ( 14 ) فذوقوا بما نسيتم . . . . . > > { فذوقوا بما نسيتم } تركتم الإقرار والعمل { لقاء يومكم } بلقاء يومكم { هذا إنا نسيناكم } تركناكم فى النار { وذوقوا عذاب الخلد } الدائم { بما كنتم تعملون } فى الكفر < < السجدة : ( 15 ) إنما يؤمن بآياتنا . . . . . > > { إنما يؤمن } يصدق { بآياتنا } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { الذين إذا ذكروا } دعوا { بها } إلى الصلوات الخمس بالأذان والإقامة { خروا سجدا } أتوا تواضعا { وسبحوا بحمد ربهم } صلوا بأمر ربهم { وهم لا يستكبرون } لا يتعظمون عن الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن والصلوات الخمس فى الجماعة
نزلت هذه الآية فى شأن المنافقين وكانوا لا يأتون الصلاة إلا كسالى متثاقلين < < السجدة : ( 16 ) تتجافى جنوبهم عن . . . . . > > { تتجافى جنوبهم } تتقلب جنوبهم { عن المضاجع } عن الفراش بعد النوم بالليل لصلاة التطوع { يدعون ربهم } يعبدون ربهم بالصلوات الخمس ويقال ترفع جنوبهم من الفراش حتى يصلوا صلاة العشاء الأخيرة ويقال ترفع جنوبهم عن الفراش بعد النوم بالليل لصلاة التطوع { خوفا } منه ومن عذابه { وطمعا } إليه وإلى رحمته { ومما رزقناهم } أعطيناهم من المال { ينفقون } يتصدقون به < < السجدة : ( 17 ) فلا تعلم نفس . . . . . > > { فلا تعلم نفس } فليس تعلم أنفسهم { ما أخفي لهم } ما أعد لهم وما رفع لهم وما ذخر لهم { من قرة أعين } من طيبة النفس والثواب والكرامة فى الجنة { جزاء بما كانوا يعملون } فى الدنيا من الخيرات < < السجدة : ( 18 ) أفمن كان مؤمنا . . . . . > > { أفمن كان مؤمنا } مصدقا فى إيمانه وهو على بن أبى طالب { كمن كان فاسقا } منافقا فى إيمانه وهو الوليد بن عقبة بن أبى معيط { لا يستوون } فى الدنيا بالطاعة وفى الآخرة بالصواب والكرامة عند الله وكان بينهما كلام وتنازع حتى قال على بن أبى طالب رضى الله عنه يا فاسق < < السجدة : ( 19 ) أما الذين آمنوا . . . . . > > ثم بين مستقرهما بعد الموت فقال { أما الذين آمنوا } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { وعملوا الصالحات } الخيرات فيما بينهم وبين ربهم { فلهم جنات المأوى نزلا } منزلا ثوابا لهم فى الآخرة { بما كانوا يعملون } فى الدنيا من الخيرات < < السجدة : ( 20 ) وأما الذين فسقوا . . . . . > > { وأما الذين فسقوا }

) نافقوا فى إيمانهم { فمأواهم } فمصيرهم { النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها } من النار { أعيدوا } ردوا { فيها } فى النار بمقامع الحديد { وقيل لهم } قالت لهم الزبانية { ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به } فى الدنيا { تكذبون } أنه لا يكون

< < السجدة : ( 21 ) ولنذيقنهم من العذاب . . . . . > > { ولنذيقنهم } لنصيبنهم يعنى كفار مكة { من العذاب الأدنى } من عذاب الدنيا بالقحط والجدوبة والجوع والقتل وغير ذلك ويقال عذاب القبر { دون العذاب الأكبر } قبل عذاب النار يخوفهم بذلك { لعلهم يرجعون } عن كفرهم فيتوبوا < < السجدة : ( 22 ) ومن أظلم ممن . . . . . > > { ومن أظلم } ليس أحد أعتى وأظلم { ممن ذكر } وعظ { بآيات ربه } نزلت فى المنافقين المستهزئين بالقرآن { ثم أعرض عنها } جاحدابها { إنا من المجرمين } منالمشركين { منتقمون } بالعذاب < < السجدة : ( 23 ) ولقد آتينا موسى . . . . . > > { ولقد آتينا } أعطينا { موسى الكتاب } التوراة جملة واحدة { فلا تكن } يامحمد { في مرية } فى شك { من لقائه } من لقاء موسى ليلة أسرى بك إلى بيت المقدس { وجعلناه } يعنى كتاب موسى { هدى لبني إسرائيل } من الضلالة < < السجدة : ( 24 ) وجعلنا منهم أئمة . . . . . > > { وجعلنا منهم } من بنى إسرائيل { أئمة } قادة بالخير { يهدون بأمرنا } يدعون الخلق إلى امرنا { لما صبروا } حين صبروا على الإيمان والطاعة { وكانوا بآياتنا } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { يوقنون } يصدقون فى كتابهم < < السجدة : ( 25 ) إن ربك هو . . . . . > > { إن ربك } يامحمد { هو يفصل } يقضى { بينهم } بين الكافر والمؤمن ويقال بين بنى إسرائيل { يوم القيامة فيما كانوا فيه } فى الدين { يختلفون } يخالفون < < السجدة : ( 26 ) أولم يهد لهم . . . . . > > { أولم يهد لهم } أولم يبين لكفار مكة { كم أهلكنا من قبلهم } بالعذاب { من القرون } الماضية { يمشون في مساكنهم } فى منازلهم منازل قوم شعيب وصالح وهود { إن في ذلك } فيما فعلنا بهم { لآيات } لعلامات وعبرات لمن بعدهم ( أفلا يسمعون ) أفلا يطيعون من فعل بهم ذلك < < السجدة : ( 27 ) أولم يروا أنا . . . . . > > ( أولم يروا ) يعلموا كفار مكة { أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز } الملساء التى لا نبات فيها { فنخرج به } بالمطر { زرعا } نباتا { تأكل منه } من العشب { أنعامهم وأنفسهم } من الحبوب والثمار والبقول { أفلا يبصرون } أفلا يعلمون أنه من الله < < السجدة : ( 28 ) ويقولون متى هذا . . . . . > > { ويقولون } يعنى بنى خزيمة وبنى كنانة { متى هذا الفتح } فتح مكة { إن كنتم صادقين } أن يفتح لكم يسخرون بذلك على المؤمنين < < السجدة : ( 29 ) قل يوم الفتح . . . . . > > { قل } يا محمد لبنى خزيمة وكنانة { يوم الفتح } فتح مكة { لا ينفع الذين كفروا } بنى خزيمة { إيمانهم } من القتل { ولا هم ينظرون } يؤجلون من القتل < < السجدة : ( 30 ) فأعرض عنهم وانتظر . . . . . > > { فأعرض عنهم } عن بنى خزيمة ولا تشتغل بهم { وانتظر } هلاكهم يوم فتح مكة { إنهم منتظرون } هلاكك فأهلكهم الله يوم فتح مكة