> ومن السورة التى يذكر فيها لقمان وهى كلها مكية آياتها أربع وثلاثون وكلماتها سبعمائة وثمان وأربعون وحروفها ألفان ومائة وعشرة أحرف <
> { بسم الله الرحمن الرحيم }
< < لقمان : ( 1 ) الم > > وباسناده عن ابن عباس فى قوله تعالى { الم } يقول أنا الله أعلم ويقال قسم أقسم به < < لقمان : ( 2 ) تلك آيات الكتاب . . . . . > > { تلك آيات الكتاب الحكيم } أن هذه السورة آيات القرآن المبين للحلال والحرام والأمر والنهى < < لقمان : ( 3 ) هدى ورحمة للمحسنين > > { هدى } من الضلالة { ورحمة } من العذاب { للمحسنين } المخلصين الموحدين < < لقمان : ( 4 ) الذين يقيمون الصلاة . . . . . > > { الذين يقيمون الصلاة } يتمون الصلوات الخمس بوضوئها وركوعها وسجودها وما يجب فيها في مواقيتها { ويؤتون الزكاة } يعطون زكاة أموالهم { وهم بالآخرة } بالبعث بعد الموت { هم يوقنون } يصدقون < < لقمان : ( 5 ) أولئك على هدى . . . . . > > { أولئك على هدى } على بيان وكرامة { من ربهم وأولئك هم المفلحون } الناجون من السخط والعذاب < < لقمان : ( 6 ) ومن الناس من . . . . . > > { ومن الناس } وهو النضر ابن الحارث { من يشتري لهو الحديث } أباطيل الحديث وكتب الأساطير والشمس والنجوم والحساب والغناء ويقال هو الشرك بالله { ليضل } بذلك { عن سبيل الله } عن دين الله وطاعته { بغير علم } بلا علم ولا حجة { ويتخذها هزوا } سخرية { أولئك لهم عذاب مهين } شديد < < لقمان : ( 7 ) وإذا تتلى عليه . . . . . > > { وإذا تتلى } تقرأ { عليه آياتنا } بالأمر والنهى { ولى مستكبرا } رجع متعظا عن الإيمان بها { كأن لم يسمعها } لم يعها { كأن في أذنيه وقرا } صمما { فبشره } يا محمد { بعذاب أليم } وجيع يوم بدر فقتل يوم بدر صبرا < < لقمان : ( 8 ) إن الذين آمنوا . . . . . > > { إن الذين آمنوا } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { وعملوا الصالحات } الطاعات فيما بينهم وبين ربهم { لهم جنات النعيم } لا يفنى نعيمها < < لقمان : ( 9 ) خالدين فيها وعد . . . . . > > { خالدين فيها } مقيمين فيها لا يموتون ولا يخرجون منها { وعد الله } المؤمنين بالجنة { حقا } صدقا { وهو العزيز } فى ملكه وسلطانه { الحكيم } فى أمره وقضائه < < لقمان : ( 10 ) خلق السماوات بغير . . . . . > > { خلق } الله { السماوات بغير عمد ترونها } بلا عمد ويقال بعمد لا ترونها { وألقى في الأرض } خلق للأرض { رواسي } الجبال الثوابت أوتادا لها { أن تميد بكم } لكى لا تميد بكم { وبث فيها } خلق وبسط فى الأرض { من كل دابة } فيها الروح { وأنزلنا من السماء ماء } مطرا { فأنبتنا فيها } الأرض { من كل زوج } لون { كريم } حسن < < لقمان : ( 11 ) هذا خلق الله . . . . . > > { هذا خلق الله } هذا مخلوق أنا خلقته { فأروني ماذا خلق الذين من دونه } من دون الله يعنى الأوثان { بل الظالمون } المشركون { في ضلال مبين } فى خطأ بين < < لقمان : ( 12 ) ولقد آتينا لقمان . . . . . > > { ولقد آتينا } أعطينا { لقمان الحكمة } العلم والفهم وإصابة القول والفعل { أن اشكر لله } بالتوحيد والطاعة { ومن يشكر } نعمته بالتوحيد والطاعة { فإنما يشكر } بالتوحيد والطاعة { لنفسه } الثواب { ومن كفر } نعمته { فإن الله غني } عن شكره { حميد } فى أفعاله < < لقمان : ( 13 ) وإذ قال لقمان . . . . . > > { وإذ قال لقمان لابنه } سلام { وهو يعظه } ينهاه عن الشر ويأمره بالخير { يا بني لا تشرك بالله إن الشرك } بالله { لظلم عظيم } لذنب عظيم عقوبته عند الله < < لقمان : ( 14 ) ووصينا الإنسان بوالديه . . . . . > > { ووصينا الإنسان }
) سعد بن وقاص { بوالديه } برا بهما { حملته أمه } فى بطنها { وهنا على وهن } ضعفا على ضعف وشدة على شدة ومشقة على مشقة كلما كبر الولد فى بطنها كان أشد عليها { وفصاله } فطامه { في عامين } فى سنتين { أن اشكر لي } بالتوحيد والطاعة { ولوالديك } بالتربية { إلي المصير } مصيرك ومصير والديك < < لقمان : ( 15 ) وإن جاهداك على . . . . . > > { وإن جاهداك } أمراك وأراداك { على أن تشرك بي ما ليس لك به علم } أنه شريكى ولك به علم أنه ليس بشريكى { فلا تطعهما } فى الشرك { وصاحبهما في الدنيا معروفا } بالبر والإحسان { واتبع سبيل من أناب إلي } دين من أقبل إلى وإلى طاعتى وهو محمد صلى الله عليه وسلم { ثم إلي مرجعكم } ومرجع أبويكم { فأنبئكم } أخبركم { بما كنتم تعملون } من الخير والشر ثم رجع إلى كلام لقمان < < لقمان : ( 16 ) يا بني إنها . . . . . > > { يا بني إنها } يعنى الحسنة ويقال الرزق { إن تك مثقال حبة } وزن حبة { من خردل فتكن في صخرة } التى تحت الأرضين { أو في السماوات } أو فوق السموات { أو في الأرض } أو فى بطن الأرض { يأت بها الله } إلى صاحبها حيثما يكون { إن الله لطيف } باستخراجها { خبير } بمكانها < < لقمان : ( 17 ) يا بني أقم . . . . . > > { يا بني أقم الصلاة } أتم الصلاة { وأمر بالمعروف } بالتوحيد والإحسان { وانه عن المنكر } عن الشرك والقبيح من القول والعمل { واصبر على ما أصابك } فيهما { إن ذلك } يعنى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ويقال الصبر { من عزم الأمور } من حزم الأمور وخير الأمور < < لقمان : ( 18 ) ولا تصعر خدك . . . . . > > { ولا تصعر خدك للناس } لا تعرض وجهك من الناس تكبرا وتعظما عليهم ويقال لا تحقر فقراء المسلمين { ولا تمش في الأرض مرحا } بالتكبر والخيلاء { إن الله لا يحب كل مختال } فى مشيته { فخور } بنعم الله < < لقمان : ( 19 ) واقصد في مشيك . . . . . > > { واقصد في مشيك } تواضع فيها { واغضض من صوتك } واخفض صوتك ولا تكن سليطا { إن أنكر الأصوات } يقول أقبح وأشر الأصوات { لصوت الحمير > { < لقمان : ( 20 ) ألم تروا أن . . . . . > > { ألم تروا } ألم تخبروا فى القرآن { أن الله سخر لكم } ذلل لكم { ما في السماوات } من الشمس والقمر والنجوم والسحاب والمطر { وما في الأرض } من الشجر والدواب { وأسبغ عليكم } وأتم عليكم { نعمه ظاهرة } بالتوحيد { وباطنه } بالمعرفة ويقال ظاهرة ما يعلم الناس من حسناتك وباطنة ما لا يعلم الناس من سيئاتك ويقال ظاهرة من الطعام والشراب والدراهم والدنانير وغير ذلك وباطنة من النبات والثمار والأمطار والمياه وغير ذلك ويقال ظاهرة ما أكرمك بها وباطنة ما حفظك عنها { ومن الناس } وهو نضر بن الحرث { من يجادل في الله } يخاصم فى دين الله { بغير علم } بلا علم { ولا هدى } ولا حجة { ولا كتاب منير } مبين بما يقول < < لقمان : ( 21 ) وإذا قيل لهم . . . . . > > { وإذا قيل لهم } لكفار مكة { اتبعوا ما أنزل الله } على نبيه من القرآن اقرءوه واعملوا بما فيه { قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا } من الدين والسنة { أولو كان الشيطان يدعوهم } يدعوا آباءهم { إلى عذاب السعير } إلى الكفر والشرك وما يجب به عذاب السعير فهم يقتدون بهم < < لقمان : ( 22 ) ومن يسلم وجهه . . . . . > > { ومن يسلم وجهه إلى الله } من يخلص دينه وعمله لله { وهو محسن } موحد مخلص { فقد استمسك } فقد أخذ { بالعروة } بلا إله إلا الله { الوثقى } الوثيقة التى لا انفصام لها
{ وإلى الله عاقبة الأمور } ترجع عواقب الأمور فى الآخرة التى يموتون عليها