> ومن السورة التى يذكر فيها الروم وهى كلها مكية آياتها سبعون وكلماتها ثمانمائة وتسع عشرة وحروفها ثلاثة آلاف وخمسمائة وثلاثون <
> { بسم الله الرحمن الرحيم }
< < الروم : ( 1 ) الم > > وباسناده عن ابن عباس فى قوله تعالى { الم } يقول أنا الله أعلم ويقال قسم أقسم به < < الروم : ( 2 ) غلبت الروم > > { غلبت الروم } قهرت الروم وهم أهل الكتاب غلبهم فارس وهم المجوس عبدة النيران < < الروم : ( 3 ) في أدنى الأرض . . . . . > > { في أدنى الأرض } مما يلى فارس فاغتم بذلك المؤمنون وسر بذلك المشركون وقالوا نحن نغلب على أهل الإيمان كما غلب أهل فارس على الروم حتى ذكر الله غلبهم { وهم } يعنى أهل الروم { من بعد غلبهم } غلبة فارس عليهم { سيغلبون } على فارس < < الروم : ( 4 ) في بضع سنين . . . . . > > { في بضع سنين } عند رأس سبع سنين وكان قد بايع بذلك أبو بكر الصديق أبى بن خلف الجمحى على عشرة من الإبل { لله الأمر } النصرة والدولة لمحمد صلى الله عليه وسلم { من قبل } من قبل غلبة فارس على الروم { ومن بعد } من بعد غلبة فارس على الروم ويقال من قبل غلبة الروم ومن بعد من بعد غلبة الروم على فارس ويقال لله الأمر العلم والقدرة والمشيئة من قبل من قبل إبداء الخلق ومن بعد من بعد فناء الخلق ويقال كان الله آمرا من قبل المأمورين ومن بعد المأمورين وكذلك كان خالقا من قبل المخلوقين ورازقا من قبل المرزوقين وخالقا ورازقا بعد المخلوقين والمرزوقين وكذلك كان مالكا من قبل المملوكين ومالكا من بعد المملوكين كقوله تعالى { مالك يوم الدين } قبل يوم الدين { ويومئذ } يوم غلبة الروم على فارس ونصرة النبى صلى الله عليه وسلم على أهل مكة وكان ذلك يوم بدر ويقال يوم الحديبية { يفرح المؤمنون > { < الروم : ( 5 ) بنصر الله ينصر . . . . . > > { بنصر الله } محمدا صلى الله عليه وسلم على أعدائه وبدولة الروم على فارس { ينصر من يشاء } الله يعنى محمدا صلى الله عليه وسلم { وهو العزيز } بالنقمة من أبى جهل وأصحابه يوم بدر { الرحيم } بالمؤمنين بمحمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه < < الروم : ( 6 ) وعد الله لا . . . . . > > { وعد الله } بالنصرة والدولة لمحمد صلى الله عليه وسلم
{ لا يخلف الله وعده } لنبيه بالنصرة والدولة { ولكن أكثر الناس } أهل مكة { لا يعلمون } أن الله لا يخلف وعده لنبيه < < الروم : ( 7 ) يعلمون ظاهرا من . . . . . > > { يعلمون } أهل مكة { ظاهرا من الحياة الدنيا } من معاملة الدنيا من الكسب والتجارة والشراء والبيع والحساب من واحد إلى ألف وما يحتاجون فى الشتاء والصيف { وهم عن الآخرة } عن أمر الآخرة { هم غافلون } جاهلون بها تاركون لعملها < < الروم : ( 8 ) أو لم يتفكروا . . . . . > > { أولم يتفكروا } كفار مكة { في أنفسهم } فيما بينهم { ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما } من الخلق والعجائب { إلا بالحق } للحق والأمر والنهي لا للباطل { وأجل مسمى } لوقت معلوم يقضى فيه { وإن كثيرا من الناس } يعنى كفار مكة { بلقاء ربهم } بالبعث بعد الموت { لكافرون } لجاحدون < < الروم : ( 9 ) أو لم يسيروا . . . . . > > { أولم يسيروا } يسافروا كفار مكة { في الأرض فينظروا } فيتفكروا { كيف كان عاقبة } جزاء { الذين من قبلهم } عن تكذيبهم الرسل { كانوا أشد منهم قوة } بالبدن { وأثاروا الأرض } أشد لها طلبا وأبعد ذهابا فى السفر والتجارة ويقال أثاروا الأرض حرثوها وقلبوها للزراعة والغرس أكثر مما حرث أهل مكة { وعمروها } بقوا فيها { أكثر مما عمروها } أكثر مما بقى فيها أهل مكة { وجاءتهم رسلهم بالبينات } بالأمر والنهى والعلامات فلم يؤمنوا بهم فأهلكهم الله تعالى { فما كان الله ليظلمهم } باهلاكه إياهم { ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } بالكفر والشرك وتكذيب الرسل < < الروم : ( 10 ) ثم كان عاقبة . . . . . > > { ثم كان عاقبة } جزاء { الذين أساؤوا } أشركوا بالله { السوأى } النار فى الآخرة { أن كذبوا } بأن كذبوا { بآيات الله } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { وكانوا بها } بآيات الله { يستهزؤون } يسخرون < < الروم : ( 11 ) الله يبدأ الخلق . . . . . > > { الله يبدأ الخلق } من النطفة { ثم يعيده } يوم القيامة { ثم إليه ترجعون } تردون فى الآخرة فيجزيكم بأعمالكم < < الروم : ( 12 ) ويوم تقوم الساعة . . . . . > > { ويوم تقوم الساعة } وهو يوم القيامة { يبلس المجرمون } ييأس المشركون من كل خير < < الروم : ( 13 ) ولم يكن لهم . . . . . > > { ولم يكن لهم } لعبدة الأوثان { من شركائهم } من آلهتهم { شفعاء } أحد يشفع لهم من عذاب الله { وكانوا بشركائهم } بآلهتهم بعبادتهم إياها { كافرين } جاحدين يقولون والله ربنا ما كنا مشركين < < الروم : ( 14 ) ويوم تقوم الساعة . . . . . > > { ويوم تقوم الساعة } وهو يوم القيامة { يومئذ يتفرقون } فريق فى الجنة وفريق فى السعير < < الروم : ( 15 ) فأما الذين آمنوا . . . . . > > { فأما الذين آمنوا } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { وعملوا الصالحات } الطاعات فيما بينهم وبين ربهم { فهم في روضة } فى جنة { يحبرون } ينعمون ويكرمون بالتحف < < الروم : ( 16 ) وأما الذين كفروا . . . . . > > { وأما الذين كفروا } بالله { وكذبوا بآياتنا } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { ولقاء الآخرة } بالبعث بعد الموت { فأولئك في العذاب } فى النار { محضرون } معذبون < < الروم : ( 17 ) فسبحان الله حين . . . . . > > { فسبحان الله } فصلوا لله { حين تمسون } صلاة المغرب والعشاء { وحين تصبحون } صلاة الفجر < < الروم : ( 18 ) وله الحمد في . . . . . > > { وله الحمد في السماوات والأرض } الشكر والطاعة على أهل السموات والأرض { وعشيا } وهى صلاة العصر { وحين تظهرون } وهى صلاة الظهر < < الروم : ( 19 ) يخرج الحي من . . . . . > > { يخرج الحي من الميت } النسمة والدواب من النطفة والطير من البيضة والنخل من النواة { ويخرج الميت من الحي } النطفة من النسمة والدواب والبيض من الطير والنواة من النخل { ويحيي الأرض بعد موتها } بعد قحطها ويبوستها { وكذلك تخرجون } يقول هكذا تحيون وتخرجون من القبور < < الروم : ( 20 ) ومن آياته أن . . . . . > > { ومن آياته } من علامات وحدانيته وقدرته ونبوة رسوله { أن خلقكم من تراب }
) من آدم وآدم من تراب وأنتم أولاده { ثم إذا أنتم بشر } نسم { تنتشرون } تتمتعون على وجه الأرض