} ومن السورة التى يذكر فيها الفرقان وهى كلها مكية آياتها سبع وتسعون آية وكلماتها ثلاثمائة واثنتان وتسعون وحروفها ثلاثة آلاف وسبعمائة وستون { بسم الله الرحمن الرحيم }
< < الفرقان : ( 1 ) تبارك الذي نزل . . . . . > > وبإسناده عن ابن عباس فى قوله تعالى { تبارك } يقول ذو بركة ويقال تبارك وتعالى وارتفع وتبرأ عن الولد والشريك { الذي نزل الفرقان } نزل جبريل بالقرآن { على عبده } محمد صلى الله عليه وسلم { ليكون } محمد صلى الله عليه وسلم { للعالمين } الجن والإنس { نذيرا } رسولا مخوفا بالقرآن < < الفرقان : ( 2 ) الذي له ملك . . . . . > > { الذي له ملك } خزائن { السماوات } المطر { والأرض } النبات { ولم يتخذ ولدا } كما قالت اليهود والنصارى { ولم يكن له شريك في الملك } كما قال مشركوا العرب فيماريه { وخلق كل شيء } عبدوه وغير ما عبدوه { فقدره تقديرا } فقدر آجالهم وأرزاقهم وأعمالهم بالتقدير ويقال قدر لكل ذكر أنثى < < الفرقان : ( 3 ) واتخذوا من دونه . . . . . > > { واتخذوا } كفار مكة أبو جهل وأصحابه { من دونه } من دون الله { آلهة } يعبدونها { لا يخلقون شيئا } لا يقدرون أن يخلقوا شيئا { وهم يخلقون } وهى مخلوقة منحوتة يعنى الأصنام { ولا يملكون لأنفسهم } يعنى الأصنام { ضرا } دفع الضرر { ولا نفعا } جر النفع إلى أنفسهم ولا إلى غيرهم { ولا يملكون موتا } لا يقدرون أن ينقصوا من الحياة { ولا حياة } ولا أن يزيدوا فى الحياة ويقال ولا يملكون موتا لا يقدرون أن يخلقوا نطفة ولا حياة ولا أن يجعلوا فيها الروح { ولا نشورا } بعثا بعد الموت < < الفرقان : ( 4 ) وقال الذين كفروا . . . . . > > { وقال الذين كفروا } كفار مكة { إن هذا } ما هذا القرآن { إلا إفك } كذب { افتراه } اختلقه محمد صلى الله عليه وسلم من تلقاء نفسه { وأعانه عليه } على اختلاقه { قوم آخرون } جبر ويسار وأبو فكيهة الرومى { فقد جاؤوا ظلما } شركا { وزورا } كذبا < < الفرقان : ( 5 ) وقالوا أساطير الأولين . . . . . > > { وقالوا } يعنى النضر وأصحابه { أساطير الأولين } هذا القرآن أحاديث الأولين فى دهرهم وكذبهم { اكتتبها } استقرأها محمد صلى الله عليه وسلم من جبر ويسار { فهي تملى عليه } تقرأ على محمد صلى الله عليه وسلم { بكرة وأصيلا } غدوة وعشيا < < الفرقان : ( 6 ) قل أنزله الذي . . . . . > > { قل } لهم يا محمد { أنزله } يعنى أنزل جبريل بالقرآن { الذي يعلم السر في السماوات والأرض إنه كان غفورا }
لمن تاب منهم { رحيما } لمن مات على التوبة < < الفرقان : ( 7 ) وقالوا ما لهذا . . . . . > > { وقالوا } أبو جهل وأصحابه والنضر وأصحابه وأمية بن خلف وأصحابه { ما لهذا الرسول } ما هذا الرسول { يأكل الطعام } كما نأكل { ويمشي في الأسواق } يتردد ويمشى فى الطريق كما نتردد ونمشى { لولا } هلا { أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا } معينا يخبره بما يراد به من سوء < < الفرقان : ( 8 ) أو يلقى إليه . . . . . > > { أو يلقى إليه كنز } أو ينزل عليه مال فيستعين به { أو تكون له جنة } بستان { يأكل منها } فيشبع { وقال الظالمون } المشركون أبو جهل والنضر وأمية وأصحابهم { إن تتبعون } محمدا لا تتبعون { إلا رجلا مسحورا } مغلوب العقل مجنونا < < الفرقان : ( 9 ) انظر كيف ضربوا . . . . . > > { انظر } يا محمد { كيف ضربوا لك الأمثال } كيف بينوا وسموا لك الأسماء ساحر وكاهن وكذاب وشاعر ومجنون ويقال كيف شبهوكم بالمسحور { فضلوا } فضلت حيلهم فأخطئوا { فلا يستطيعون سبيلا } مخرجا مما قالوا فيك ولا حجة على ما قالوا لك < < الفرقان : ( 10 ) تبارك الذي إن . . . . . > > { تبارك } يقول تعالى { الذي إن شاء } قد شاء { جعل لك خيرا من ذلك } مما قالوا { جنات } بساتين فى الآخرة { تجري من تحتها } من تحت شجرها ومساكنها { الأنهار } أنهار الخمر والماء والعسل واللبن { ويجعل لك قصورا } وقد جعل لك قصورا فى الجنة من الذهب والفضة خيرا لك مما قالوا لو كان ذلك فى الدنيا ويقال إن شاء الله يجعل لك فى الدنيا ما قالوا من القصور والبساتين يعنى يفتح لك الحصون والمدائن فى الشرق والغرب برغم الكفار < < الفرقان : ( 11 ) بل كذبوا بالساعة . . . . . > > { بل كذبوا بالساعة } ولكن كذبوا بقيام الساعة { وأعتدنا لمن كذب بالساعة } بقيام الساعة { سعيرا } نارا وقودا < < الفرقان : ( 12 ) إذا رأتهم من . . . . . > > { إذا رأتهم } النار { من مكان بعيد } من مسيرة خمسمائة عام { سمعوا لها } للنار { تغيظا } كتغيظ بنى آدم { وزفيرا } صوتا كصوت الحمار < < الفرقان : ( 13 ) وإذا ألقوا منها . . . . . > > { وإذا ألقوا منها } فى النار ألقوا { مكانا ضيقا } كضيق الزج فى الرمح { مقرنين } مسلسلين مع الشياطين { دعوا هنالك } عند ذلك التضيق { ثبورا } ويلا يقولون واويلاه واثبوراه < < الفرقان : ( 14 ) لا تدعوا اليوم . . . . . > > يقول الله لهم { لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا } ويلا واحدا { وادعوا ثبورا كثيرا } بما أصابكم < < الفرقان : ( 15 ) قل أذلك خير . . . . . > > { قل } يا محمد لأهل مكة لأبى جهل وأصحابه { أذلك } الذى ذكرت من الويل والثبور والسعير { خير أم جنة الخلد } لمحمد وأصحابه { التي وعد المتقون } الكفر والشرك والفواحش { كانت } صارت { لهم } جنة الخلد { جزاء ومصيرا } في الآخرة < < الفرقان : ( 16 ) لهم فيها ما . . . . . > > { لهم فيها } في الجنة { ما يشاؤون } ما يتمنون ويشتهون { خالدين } مقيمين فى الجنة لا يموتون ولا يخرجون { كان على ربك وعدا مسؤولا } سألوه فأعطاهم < < الفرقان : ( 17 ) ويوم يحشرهم وما . . . . . > > { ويوم } وهو يوم القيامة { نحشرهم } يعنى عبدة الأوثان { وما يعبدون من دون الله } من الأصنام { فيقول } الله للأصنام ويقال للملائكة { أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء } عن طاعتى وأمرتموهم بعبادتكم { أم هم ضلوا السبيل } طرقوا الطريق وعبدوكم بهوى أنفسهم < < الفرقان : ( 18 ) قالوا سبحانك ما . . . . . > > { قالوا } يعنى الأصنام { سبحانك } نزهوه { ما كان ينبغي لنا } يستحق لنا { أن نتخذ } نعبد { من دونك من أولياء } أربابا ويقال قالوا يعنى الملائكة سبحانك نزهوه ما كان ينبغى لنا لا يجوز لنا أن نتخذ نعبد من دونك من أولياء أربابا فكيف جاز لنا أن نأمرهم بأن يعبدونا { ولكن متعتهم } أجلتهم فى الكفر { وآباءهم } قبلهم { حتى نسوا الذكر } حتى تركوا التوحيد وطاعتك
{ وكانوا قوما بورا } هلكى فاسدة القلوب فيقول الله لعبدة الأصنام