> ومن السورة التي يذكر فيها الحجر وهي كلها مكية وكلماتها ستمائة وخمسون وأربع وحروفها ألفان وسبعمائة وسبعون <
> { بسم الله الرحمن الرحيم }
< < الحجر : ( 1 ) الر تلك آيات . . . . . > > وبإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى { الر } يقول انا الله ارى قسم أقسم بالألف واللام والراء { تلك آيات الكتاب } إن هذه السورة آيات الكتاب { وقرآن مبين } يقول وأقسم بالقرآن المبين بالحلال والحرام والأمر والنهي < < الحجر : ( 2 ) ربما يود الذين . . . . . > > { ربما يود } يتمنى { الذين كفروا } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { لو كانوا مسلمين } في الدنيا يقول ربما يأتي على الكافرين يوم يتمنى أنه كان مسلما ولهذا كان القسم وذلك إذا أخرج الله من النار من كان مؤمنا مخلصا بإيمانه وأدخله الجنة فعند ذلك يتمنى الكافر أنه كان مسلما في الدنيا < < الحجر : ( 3 ) ذرهم يأكلوا ويتمتعوا . . . . . > > { ذرهم } اتركهم يا محمد { يأكلوا } بلا حجة ولا همة ما في الغد { ويتمتعوا } يعيشوا في الكفر والحرام { ويلههم الأمل } ويشغلهم الأمل الطويل عن طاعة الله { فسوف } وهذا وعيد لهم { يعلمون } عند الموت وفي القبر ويوم القيامة ماذا يفعل بهم < < الحجر : ( 4 ) وما أهلكنا من . . . . . > > { وما أهلكنا من قرية } من أهل قرية { إلا ولها كتاب معلوم } فيه أجل معلوم مؤقت لهلاكهم < < الحجر : ( 5 ) ما تسبق من . . . . . > > { ما تسبق من أمة أجلها } يقول لا تموت ولا تهلك أمة قبل أجلها { وما يستأخرون } ولا تأخر أمة عن أجلها < < الحجر : ( 6 ) وقالوا يا أيها . . . . . > > { وقالوا } عبد الله بن أمية المخزومي وأصحابه لمحمد صلى الله عليه وسلم { يا أيها الذي نزل عليه الذكر } جبريل بالقرآن بزعمك { إنك لمجنون } تختلق < < الحجر : ( 7 ) لو ما تأتينا . . . . . > > { لو ما تأتينا } هلا تأتينا { بالملائكة } من السماء فيشهدوا لك أنك رسول الله { إن كنت من الصادقين } في مقالتك < < الحجر : ( 8 ) ما ننزل الملائكة . . . . . > > قال الله { ما ننزل الملائكة } من السماء { إلا بالحق } بالهلاك وقبض أرواحهم { وما كانوا إذا منظرين } مؤجلين إذا نزلت عليهم الملائكة < < الحجر : ( 9 ) إنا نحن نزلنا . . . . . > > { إنا نحن نزلنا الذكر } جبريل بالقرآن { وإنا له } للقرآن { لحافظون } من الشياطين حتى لا يزيدوا فيه ولا ينقصوا منه ولا يغيروا حكمه ويقال إنا له لمحمد صلى الله عليه وسلم لحافظون من الكفار والشياطين < < الحجر : ( 10 ) ولقد أرسلنا من . . . . . > > { ولقد أرسلنا من قبلك } يا محمد الرسل { في شيع الأولين } في فرق الأولين < < الحجر : ( 11 ) وما يأتيهم من . . . . . > > { وما يأتيهم من رسول } مرسل إليهم { إلا كانوا به } بالرسول { يستهزؤون } يستسخرون < < الحجر : ( 12 ) كذلك نسلكه في . . . . . > > { كذلك } هكذا { نسلكه } نترك التكذيب { في قلوب المجرمين } المشركين < < الحجر : ( 13 ) لا يؤمنون به . . . . . > > { لا يؤمنون به } لكي لا يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن ونزول العذاب عليهم { وقد خلت } مضت { سنة الأولين } سيرة الأولين بتكذيب الرسل كما كذبك قومك ومضت سيرة الله فيهم بالعذاب والهلاك من الله لهم عند التكذيب < < الحجر : ( 14 ) ولو فتحنا عليهم . . . . . > > { ولو فتحنا عليهم } على أهل مكة { بابا من السماء } يدخلون فيه
{ فظلوا فيه } فصاروا فيه { يعرجون } يصعدون وينزلون يعني كالملائكة < < الحجر : ( 15 ) لقالوا إنما سكرت . . . . . > > { لقالوا } كفار مكة { إنما سكرت أبصارنا } أخذت أعيننا { بل نحن قوم مسحورون } مغلوبو العقل قد سحرنا < < الحجر : ( 16 ) ولقد جعلنا في . . . . . > > { ولقد جعلنا في السماء بروجا } قصورا ويقال نجوما وهي النجوم التي يهتدي بها في ظلمات البر والبحر { وزيناها } يعني السماء بالكواكب { للناظرين } إليها وهي النجوم التي زينت بها السماء < < الحجر : ( 17 ) وحفظناها من كل . . . . . > > { وحفظناها من كل شيطان رجيم } ملعون مطرود بالنجوم التي يزجرون بها عن استماع الملائكة يعني الشياطين < < الحجر : ( 18 ) إلا من استرق . . . . . > > { إلا من استرق السمع } إلا من اختلس خلسة { فأتبعه شهاب مبين } يلحقه نجم مضيء حار متوقد < < الحجر : ( 19 ) والأرض مددناها وألقينا . . . . . > > { والأرض مددناها } بسطناها على الماء { وألقينا فيها } على الأرض { رواسي } جبالا ثوابت أوتادا لها { وأنبتنا فيها } في الجبال ويقال في الأرض { من كل شيء } من النبات والثمار { موزون } مقدور مقسوم معلوم ويقال من كل شيء موزون يوزن مثل الذهب والفضة والحديد والصفر والرصاص وغير ذلك < < الحجر : ( 20 ) وجعلنا لكم فيها . . . . . > > { وجعلنا } خلقنا { لكم فيها معايش } في الأرض من النبات والثمار وما تأكلون وتشربون وتلبسون { ومن لستم له برازقين } يقول ويرزق من لستم له برازقين يعني الطير والوحش ويقال الأجنة في البطون < < الحجر : ( 21 ) وإن من شيء . . . . . > > { وإن من شيء } وما من شيء من النبات والثمار والأمطار { إلا عندنا خزائنه } مفاتيحه يقول بيدنا مفاتيحه لا بأيديكم { وما ننزله } يعني المطر { إلا بقدر معلوم } بكيل ووزن معلوم بعلم الخزان < < الحجر : ( 22 ) وأرسلنا الرياح لواقح . . . . . > > { وأرسلنا الرياح لواقح } تلقح الشجر والسحاب { فأنزلنا من السماء ماء } مطرا { فأسقيناكموه } في الأرض { وما أنتم له } للمطر { بخازنين } بفاتحين < < الحجر : ( 23 ) وإنا لنحن نحيي . . . . . > > { وإنا لنحن نحيي } للبعث { ونميت } في الدنيا { ونحن الوارثون } المالكون على ما في السموات والأرض بعد موت أهلها وقبل موت أهلها < < الحجر : ( 24 ) ولقد علمنا المستقدمين . . . . . > > { ولقد علمنا المستقدمين منكم } يعني الأموات من الآباء والأمهات ويقال المستقدمين منكم في الصف الأول { ولقد علمنا المستأخرين } يعني الأحياء من البنين والبنات ويقال المستأخرين في الصف الآخر < < الحجر : ( 25 ) وإن ربك هو . . . . . > > { وإن ربك هو يحشرهم } الأولين والآخرين { إنه حكيم } حكم عليهم بالحشر { عليم } بحشرهم وبثوابهم وعقابهم < < الحجر : ( 26 ) ولقد خلقنا الإنسان . . . . . > > { ولقد خلقنا الإنسان } يعني آدم { من صلصال } من طين يتصلصل { من حمإ } من طين { مسنون } منتن ويقال مصور < < الحجر : ( 27 ) والجان خلقناه من . . . . . > > { والجان } أبا الجن { خلقناه من قبل } من قبل آدم عليه السلام { من نار السموم } من نار لا دخان لها < < الحجر : ( 28 ) وإذ قال ربك . . . . . > > { وإذ قال } وقد قال { ربك للملائكة } الذين كانوا في الأرض وهم كانوا عشرة آلاف { إني خالق } أخلق { بشرا من صلصال } من طين يتصلصل { من حمإ مسنون } من طين منتن < < الحجر : ( 29 ) فإذا سويته ونفخت . . . . . > > { فإذا سويته } سويت خلقه باليدين والرجلين والعينين وغير ذلك { ونفخت فيه من روحي } جعلت الروح فيه { فقعوا له } فخروا له { ساجدين } بالتحية < < الحجر : ( 30 ) فسجد الملائكة كلهم . . . . . > > { فسجد الملائكة } لآدم صلوات الله عليه { كلهم أجمعون > { < الحجر : ( 31 ) إلا إبليس أبى . . . . . > > { إلا إبليس } رئيسهم { أبى } تعظم { أن يكون مع الساجدين } بالسجود لآدم عليه السلام