> ومن السورة التي يذكر فيها إبراهيم وهي كلها مكية وآياتها خمسون وكلماتها ثمانمائة وإحدى وثلاثون وحروفها ثلاث آلاف وأربعمائة وأربع وثلاثون <
> { بسم الله الرحمن الرحيم }
< < إبراهيم : ( 1 ) الر كتاب أنزلناه . . . . . > > وبإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى { الر } يقول أنا الله أرى ما تقولون وما تعملون ويقال قسم أقسم به { كتاب } أي هذا كتاب { أنزلناه إليك } أنزلنا إليك جبريل به { لتخرج الناس } لتدعو أهل مكة { من الظلمات إلى النور } من الكفر إلى الإيمان { بإذن ربهم } بأمر ربهم تدعوهم { إلى صراط } إلى دين { العزيز } بالنقمة لمن لا يؤمن به { الحميد } لمن وحده ويقال المحمود في فعاله < < إبراهيم : ( 2 ) الله الذي له . . . . . > > { الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض } من الخلق والعجائب { وويل } واد في جهنم من أشدها حرا وأضيقها مكانا وأبعدها قعرا فتقول يا رب قد اشتد حرى وضاق مكاني وبعد قعري فأذن لي حتى أنتقم ممن عصاك ولا تجعل شيئا ينتقم مني { للكافرين من عذاب شديد } غليظ < < إبراهيم : ( 3 ) الذين يستحبون الحياة . . . . . > > { الذين يستحبون الحياة الدنيا } يختارون الدنيا { على الآخرة ويصدون عن سبيل الله } يصرفون الناس عن دين الله وطاعته { ويبغونها عوجا } يطلبونها غيرا { أولئك } الكفار { في ضلال بعيد } عن الحق والهدى ويقال في خطأ بين < < إبراهيم : ( 4 ) وما أرسلنا من . . . . . > > { وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه }
) بلغة قومه { ليبين لهم } بلغتهم ما أمروا به وما نهوا عنه ويقال بلسان يقدرون أن يتعلموا منه { فيضل الله } عن دينه { من يشاء } من كان أهلا لذلك { ويهدي } لدينه { من يشاء } من كان أهلا لذلك { وهو العزيز } في ملكه وسلطانه ويقال العزيز بالنقمة لمن لا يؤمن به { الحكيم } في أمره وقضائه ويقال الحكيم بالإضلال والهدى < < إبراهيم : ( 5 ) ولقد أرسلنا موسى . . . . . > > { ولقد أرسلنا موسى بآياتنا } التسع اليد والعصا والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والسنين ونقص من الثمرات { أن أخرج قومك } أن ادع قومك { من الظلمات إلى النور } من الكفر إلى الإيمان { وذكرهم بأيام الله } بأيام عذاب الله ويقال بأيام رحمة الله { إن في ذلك } فبما ذكرت { لآيات } لعلامات { لكل صبار } على الطاعة { شكور } على النعمة < < إبراهيم : ( 6 ) وإذ قال موسى . . . . . > > { وإذ قال موسى لقومه } وقد قال موسى لقومه بني إسرائيل { اذكروا نعمة الله عليكم } منة الله عليكم { إذ أنجاكم من آل فرعون } من فرعون وقومه القبط { يسومونكم سوء العذاب } يعذبونكم بأشد العذاب { ويذبحون أبناءكم } صغارا { ويستحيون } يستخدمون { نساءكم } كبارا { وفي ذلكم } في ذبح الأبناء واستخدام النساء { بلاء من ربكم عظيم } بلية من ربكم عظيمة ابتلاكم بها ويقال وفي ذلكم في إنجاء الله لكم بلاء من ربكم عظيم نعمة من ربكم عظيمة أنعمكم بها < < إبراهيم : ( 7 ) وإذ تأذن ربكم . . . . . > > { وإذ تأذن ربكم } قال ربكم وأعلم ربكم في الكتاب { لئن شكرتم } بالتوفيق والعصمة والكرامة والنعمة { لأزيدنكم } توفيقا وعصمة وكرامة ونعمة { ولئن كفرتم } بي أو بنعمتي { إن عذابي لشديد } لمن كفر < < إبراهيم : ( 8 ) وقال موسى إن . . . . . > > { وقال موسى إن تكفروا } بالله { أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني } عن إيمانكم { حميد } لمن وحده < < إبراهيم : ( 9 ) ألم يأتكم نبأ . . . . . > > { ألم يأتكم } يا أهل مكة { نبأ } خبر { الذين من قبلكم قوم نوح وعاد } يعني قوم هود { وثمود } يعني قوم صالح { والذين من بعدهم } من بعد قوم صالح قوم شعيب وغيرهم كيف أهلكهم الله عند التكذيب { لا يعلمهم } لا يعلم عددهم وعذابهم أحد { إلا الله جاءتهم رسلهم بالبينات } بالأمر والنهي والعلامات { فردوا أيديهم في أفواههم } على أفواههم يقول ردوا على الرسل ما جاءوا به ويقال وضعوا أيديهم على أفواهههم وقالوا للرسل اسكتوا وإلا سكتم { وقالوا } للرسل { إنا كفرنا } جحدنا { بما أرسلتم به } من الكتاب والتوحيد { وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه } من الكتاب والتوحيد { مريب } ظاهر الشك فيما تقولون < < إبراهيم : ( 10 ) قالت رسلهم أفي . . . . . > > { قالت رسلهم أفي الله شك } أفي وحدانية الله شك { فاطر السماوات } خالق السموات { والأرض يدعوكم } إلى التوبة والتوحيد { ليغفر لكم } بالتوبة والتوحيد { من ذنوبكم } في الجاهلية { ويؤخركم } يؤجلكم بلا عذاب { إلى أجل مسمى } إلى وقت معلوم يعني الموت { قالوا } للرسل { إن أنتم } ما أنتم { إلا بشر } آدمى { مثلنا تريدون أن تصدونا } تصرفون { عما كان يعبد آباؤنا } من الأصنام
{ فأتونا بسلطان مبين } بكتاب وحجة
< < إبراهيم : ( 11 ) قالت لهم رسلهم . . . . . > > { قالت لهم رسلهم إن نحن } ما نحن { إلا بشر } آدمي { مثلكم } يقول خلق مثلكم { ولكن الله يمن على من يشاء من عباده } بالنبوة والإسلام { وما كان لنا } ما ينبغي لنا { أن نأتيكم بسلطان } بكتاب وحجة { إلا بإذن الله } بأمر الله { وعلى الله فليتوكل المؤمنون } يقول وعلى المؤمنين أن يتوكلوا على الله فقالوا للرسل توكلوا أنتم على الله حتى تروا ما يفعل بكم < < إبراهيم : ( 12 ) وما لنا ألا . . . . . > > فقالت الرسل { وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا } أكرمنا بالنبوة والإسلام { ولنصبرن على ما آذيتمونا } في ابداننا بطاعة الله { وعلى الله فليتوكل المتوكلون } فليثق الواثقون < < إبراهيم : ( 13 ) وقال الذين كفروا . . . . . > > { وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا } من مدينتنا { أو لتعودن } تدخلن { في ملتنا } في ديننا { فأوحى إليهم } إلى الرسل { ربهم } ان اصبروا { لنهلكن الظالمين } الكافرين < < إبراهيم : ( 14 ) ولنسكننكم الأرض من . . . . . > > { ولنسكننكم } لننزلنكم { الأرض } أرضهم وديارهم { من بعدهم } من بعد هلاكهم { ذلك } التسكين { لمن خاف مقامي } القيام بين يدي { وخاف وعيد } عذابي < < إبراهيم : ( 15 ) واستفتحوا وخاب كل . . . . . > > { واستفتحوا } استنصر كل قوم على نبيهم { وخاب كل جبار } خسر عند الدعاء من النصرة كل متكبر ختال { عنيد } معرض عن الحق والهدى < < إبراهيم : ( 16 ) من ورائه جهنم . . . . . > > { من ورائه } من قدام هذا الجبار بعد الموت { جهنم ويسقى من ماء صديد } مما يخرج من جلودهم من القيح والدم < < إبراهيم : ( 17 ) يتجرعه ولا يكاد . . . . . > > { يتجرعه } يستمسك الصديد في حلقه { ولا يكاد يسيغه } يجيزه { ويأتيه الموت } غم الموت { من كل مكان } من تحت كل شعرة ويقال تأخذه النار من كل مكان من كل ناحية { وما هو بميت } من ذلك العذاب { ومن ورائه } من بعد الصديد { عذاب غليظ } شديد أشد من الصديد < < إبراهيم : ( 18 ) مثل الذين كفروا . . . . . > > { مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم } يقول مثل أعمال الذين كفروا بربهم { كرماد اشتدت } ذرت { به الريح في يوم عاصف } قاصف شديد من الريح { لا يقدرون مما كسبوا على شيء } يقول لا يجدون ثواب شىء مما عملوا من الخير في الكفر كما لا يوجد من الرماد شيء إذا ذرته الريح { ذلك } الكفر والعمل لغير الله { هو الضلال البعيد } الخطأ البعيد عن الحق والهدى < < إبراهيم : ( 19 ) ألم تر أن . . . . . > > { ألم تر } ألم تخبر يا محمد خاطب بذلك نبيه وأراد به قومه { أن الله خلق السماوات والأرض بالحق } لبيان الحق والباطل ويقال للزوال والفناء { إن يشأ يذهبكم } يهلككم أو يمتكم يا أهل مكة { ويأت بخلق جديد } يخلق خلقا آخر خيرا منكم وأطوع لله < < إبراهيم : ( 20 ) وما ذلك على . . . . . > > { وما ذلك على الله بعزيز } بشديد يقول ليس على الله بشديد أن يهلككم ويخلق خلقا آخر < < إبراهيم : ( 21 ) وبرزوا لله جميعا . . . . . > > { وبرزوا لله } خرجوا من القبور بأمر الله { جميعا } القادة والسفلة { فقال الضعفاء } السفلة { للذين استكبروا } عن الإيمان وهم القادة { إنا كنا لكم تبعا
) مطيعين فيما أمرتمونا { فهل أنتم مغنون } حاملون { عنا من عذاب الله من شيء } شيئا من عذاب الله { قالوا } يعني القادة { لو هدانا الله } لدينه { لهديناكم } لدعوناكم إلى دينه { سواء علينا } العذاب { أجزعنا } أصحنا وتضرعنا { أم صبرنا } سكتنا { ما لنا من محيص } من مغيث وملجأ