> ومن السورة التي يذكر فيها الأنفال وهي كلها مدنية غير قوله { يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين } فأنها نزلت بالبيداء في غزوة بدر قبل القتال آياتها ست وتسعون وكلماتها ألف ومائة وثلاثون وحروفها خمسة آلاف ومائتان وأربع وتسعون حرفا <
> <
> { بسم الله الرحمن الرحيم > {
>
< < الأنفال : ( 1 ) يسألونك عن الأنفال . . . . . > > وبإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى { يسألونك عن الأنفال } يقول يسألك أصحابك الغنائم يوم بدر وعن صلة { قل } يا محمد لهم { الأنفال لله والرسول } الغنائم يوم بدر لله وللرسول ليس لكم فيه شيء ويقال لله وأمر الرسول فيه جائز { فاتقوا الله } في أخذ الغنائم { وأصلحوا ذات بينكم } ما بينكم من المخالفة فليؤد الغني إلى الفقير والقوي إلى الضعيف والشاب إلى الشيخ { وأطيعوا الله ورسوله } في أمر الصلح { إن كنتم } إذ كنتم { مؤمنين } بالله والرسول < < الأنفال : ( 2 ) إنما المؤمنون الذين . . . . . > > { إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله } إذا أمروا بأمر من قبل الله مثل أمر الصلح وغيره { وجلت } خافت { قلوبهم وإذا تليت } قرئت { عليهم آياته } في الصلح { زادتهم إيمانا } يقينا بقول الله ويقال صدقا ويقال تكريرا { وعلى ربهم يتوكلون } لا على الغنائم < < الأنفال : ( 3 ) الذين يقيمون الصلاة . . . . . > > { الذين يقيمون الصلاة } يتمون الصلوات الخمس بوضوئها وركوعها وسجودها وما يجب فيها في مواقيتها { ومما رزقناهم } أعطيناهم من الأموال { ينفقون } يتصدقون في طاعة الله ويقال يؤدون زكاة أموالهم < < الأنفال : ( 4 ) أولئك هم المؤمنون . . . . . > > { أولئك هم المؤمنون حقا } صدقا يقينا { لهم درجات } فضائل { عند ربهم } في الاخرة { ومغفرة } للذنوب في الدنيا { ورزق كريم } ثواب حسن في الجنة < < الأنفال : ( 5 ) كما أخرجك ربك . . . . . > > { كما أخرجك ربك } امض يا محمد على ما أخرجك ربك { من بيتك } من المدينة ( بالحق ) بالقرآن ويقال بالحرب { وإن فريقا } طائفة { من المؤمنين لكارهون } للقتال < < الأنفال : ( 6 ) يجادلونك في الحق . . . . . > > { يجادلونك } يخاصمونك { في الحق } في الحرب { بعد ما تبين } لهم أنك لا تصنع ولا تأمر إلا ما أمرك ربك { كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون } إليه < < الأنفال : ( 7 ) وإذ يعدكم الله . . . . . > > { وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين } الفئتين العير أو العسكر { أنها لكم } غنيمة { وتودون } تتمنون { أن غير ذات الشوكة } الشدة والحرب { تكون لكم } غنيمة يعني غنيمة العير { ويريد الله أن يحق الحق بكلماته } أن يظهر دينه الإسلام بنصرته وتحقيقه { ويقطع دابر الكافرين } أصل الكافرين وأثرهم < < الأنفال : ( 8 ) ليحق الحق ويبطل . . . . . > > { ليحق الحق } ليظهر دينه الإسلام بمكة { ويبطل الباطل } يهلك الشرك وأهله { ولو كره المجرمون } وإن كره المشركون أن يكون ذلك < < الأنفال : ( 9 ) إذ تستغيثون ربكم . . . . . > > { إذ تستغيثون } تدعون { ربكم } يوم بدر بالنصرة { فاستجاب لكم } الدعاء { أني ممدكم } معينكم { بألف من الملائكة مردفين } متتابعين بالنصرة لكم < < الأنفال : ( 10 ) وما جعله الله . . . . . > > { وما جعله الله } يعني المدد { إلا بشرى } لكم بالنصرة { ولتطمئن به } بالمدد { قلوبكم وما النصر } بالملائكة { إلا من عند الله إن الله عزيز } بالنقمة من أعدائه { حكيم } حكم عليهم بالقتل والهزيمة وحكم لكم بالنصرة والغنيمة < < الأنفال : ( 11 ) إذ يغشيكم النعاس . . . . . > > { إذ يغشيكم النعاس } ألقى عليكم النوم { أمنة } لكم { منه } من الله من العدو وهي منة من الله لكم { وينزل عليكم من السماء ماء }
) مطرا { ليطهركم به } بالمطر من الأحداث والجنابة { ويذهب عنكم رجز الشيطان } وسوسة الشيطان { وليربط على قلوبكم } وليحفظ قلوبكم بالصبر { ويثبت به } بالمطر { الأقدام } على الرمل أي يشد الرمل حتى يثبت عليه الأقدام < < الأنفال : ( 12 ) إذ يوحي ربك . . . . . > > { إذ يوحي ربك إلى الملائكة } ألهم ربك ويقال أمر ربك { إني معكم } معينكم { فثبتوا الذين آمنوا } في الحرب ويقال فبشروا الذين آمنوا بالنصر { سألقي } سأقذف { في قلوب الذين كفروا الرعب } المخافة من محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه { فاضربوا فوق الأعناق } رءوسهم { واضربوا منهم كل بنان } مفصل < < الأنفال : ( 13 ) ذلك بأنهم شاقوا . . . . . > > { ذلك } القتال لهم { بأنهم شاقوا الله } خالفوا الله { ورسوله } في الدين { ومن يشاقق الله } يخالف الله { ورسوله } في الدين { فإن الله شديد العقاب } إذا عاقب < < الأنفال : ( 14 ) ذلكم فذوقوه وأن . . . . . > > { ذلكم } العذاب لكم { فذوقوه } في الدنيا { وأن للكافرين } في الآخرة { عذاب النار > { < الأنفال : ( 15 ) يا أيها الذين . . . . . > > { يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا } يوم بدر { زحفا } مزاحفة { فلا تولوهم } أي فلا تولوا منهم { الأدبار } منهزمين < < الأنفال : ( 16 ) ومن يولهم يومئذ . . . . . > > { ومن يولهم } يتول عنهم { يومئذ } يوم بدر { دبره } ظهره منهزما { إلا متحرفا لقتال } مستطردا للقتال ويقال للكره { أو متحيزا } أو ينحاز { إلى فئة } ينصرونه ويمنعونه { فقد باء بغضب من الله } فقد رجع واستوجب بسخط من الله { ومأواه } مصيره { جهنم وبئس المصير } صار إليه < < الأنفال : ( 17 ) فلم تقتلوهم ولكن . . . . . > > { فلم تقتلوهم } يوم بدر { ولكن الله قتلهم } بجبرائيل والملائكة { وما رميت } ما بلغت التراب إلى وجوه المشركين { إذ رميت ولكن الله رمى } بلغ { وليبلي المؤمنين } ليصنع بالمؤمنين { منه } من رمى التراب { بلاء } صنيعا { حسنا } بالنصرة والغنيمة { إن الله سميع } لدعائكم { عليم } بنصرتكم < < الأنفال : ( 18 ) ذلكم وأن الله . . . . . > > { ذلكم } النصرة والغنيمة لكم { وأن الله } بأن الله { موهن } مضعف { كيد الكافرين } صنيع الكافرين < < الأنفال : ( 19 ) إن تستفتحوا فقد . . . . . > > { إن تستفتحوا } تستنصروا { فقد جاءكم الفتح } النصرة لمحمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه عليكم حيث دعا أبو جهل قبل القتال والهزيمة فقال اللهم انصر أفضل الدينين وأكرم الدينين وأحبهما إليك فاستجاب الله دعاءه ونصر محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه عليهم { وإن تنتهوا } عن الكفر والقتال { فهو خير لكم } من الكفر والقتال { وإن تعودوا } إلى قتال محمد عليه الصلاة والسلام { نعد } إلى قتلكم وهزيمتكم مثل يوم بدر { ولن تغني عنكم فئتكم } جماعتكم { شيئا } من عذاب الله { ولو كثرت } في العدد { وأن الله مع المؤمنين } معين المؤمنين بالنصرة < < الأنفال : ( 20 ) يا أيها الذين . . . . . > > { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله } في أمر الصلح { ولا تولوا عنه } عن أمر الله ورسوله { وأنتم تسمعون } مواعظ القرآن وأمر الصلح < < الأنفال : ( 21 ) ولا تكونوا كالذين . . . . . > > { ولا تكونوا } في المعصية ويقال في الطاعة { كالذين قالوا سمعنا } أطعنا وهم بنو عبد الدار والنضر بن الحارث وأصحابه
{ وهم لا يسمعون } لا يطيعون ونزل فيهم أيضا < < الأنفال : ( 22 ) إن شر الدواب . . . . . > > { إن شر الدواب } الخلق والخليقة { عند الله الصم } عن الحق { البكم } عن الحق { الذين لا يعقلون } لا يفقهون أمر الله وتوحيده < < الأنفال : ( 23 ) ولو علم الله . . . . . > > { ولو علم الله فيهم } في بني عبد الدار { خيرا } سعادة { لأسمعهم } لأكرمهم بالإيمان { ولو أسمعهم } أكرمهم بالإيمان { لتولوا } عنه عن الإيمان لعلم الله فيهم { وهم معرضون } مكذبون به < < الأنفال : ( 24 ) يا أيها الذين . . . . . > > { يا أيها الذين آمنوا } يعني أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام { استجيبوا لله } أجيبوا لله { وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم } إلى ما يكرمكم ويعزكم ويصلحكم من القتال وغيره { واعلموا } يا معشر المؤمنين { أن الله يحول } يحفظ { بين المرء وقلبه } بين المؤمن بأن يحفظ قلب المؤمن على الإيمان حتى لا يكفر ويحفظ قلب الكافر على الكفر حتى لا يؤمن { وأنه إليه } إلى الله في الآخرة { تحشرون } فيجزيكم بأعمالكم < < الأنفال : ( 25 ) واتقوا فتنة لا . . . . . > > { واتقوا فتنة } كل فتنة تكون { لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة } ولكن تصيب الظالم والمظلوم { واعلموا أن الله شديد العقاب } إذ عاقب < < الأنفال : ( 26 ) واذكروا إذ أنتم . . . . . > > { واذكروا } يا معشر المهاجرين { إذ أنتم قليل } في العدد { مستضعفون } مقهورون { في الأرض } ارض مكة { تخافون أن يتخطفكم الناس } أن يطردكم أهل مكة أو يأسروكم { فآواكم } بالمدينة { وأيدكم بنصره } يعني أعانكم وقواكم بنصرته يوم بدر { ورزقكم من الطيبات } من الغنائم { لعلكم تشكرون } لكي تشكروا نعمته بالنصرة والغنيمة يوم بدر < < الأنفال : ( 27 ) يا أيها الذين . . . . . > > { يا أيها الذين آمنوا } يعني مروان وأبا لبابة بن عبد المنذر { لا تخونوا الله } في الدين { والرسول } في الإشارة إلى بني قريظة أن لا تنزلوا على حكم سعد بن معاذ { وتخونوا أماناتكم } ولا تخونوا في فرائض الله وهي أمانة عليكم { وأنتم تعلمون } تلك الخيانة < < الأنفال : ( 28 ) واعلموا أنما أموالكم . . . . . > > { واعلموا } يعني به ابا لبابة { أنما أموالكم وأولادكم } التي في بني قريظة { فتنة } بلية لكم { وأن الله عنده أجر عظيم } ثواب وافر في الجنة بالجهاد < < الأنفال : ( 29 ) يا أيها الذين . . . . . > > { يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله } فيما أمركم ونهاكم { يجعل لكم فرقانا } نصرة ونجاة { ويكفر عنكم سيئاتكم } دون الكبائر { ويغفر لكم } سائر الذنوب { والله ذو الفضل } ذو المن { العظيم } على عباده بالمغفرة والجنة < < الأنفال : ( 30 ) وإذ يمكر بك . . . . . > > { وإذ يمكر بك } في دار الندوة { الذين كفروا } أبو جهل وأصحابه { ليثبتوك } ليحبسوك سجنا وهو ما قال عمرو بن هشام { أو يقتلوك } جميعا وهو ما قال أبو جهل بن هشام { أو يخرجوك } طردا وهو ما قال أبو البحتري بن هشام { ويمكرون } يريدون قتلك وهلاكك يا محمد { ويمكر الله } يريد الله قتلهم وهلاكهم يوم بدر { والله خير الماكرين } أقوى المهلكين < < الأنفال : ( 31 ) وإذا تتلى عليهم . . . . . > > { وإذا تتلى } تقرأ { عليهم } على النضر بن الحارث وأصحابه { آياتنا } بالأمر والنهي { قالوا قد سمعنا } ما قال محمد عليه الصلاة والسلام { لو نشاء لقلنا مثل هذا } مثل ما يقول محمد صلى الله عليه وسلم { إن هذا } ما هذا الذي يقول محمد صلى الله عليه وسلم { إلا أساطير } أحاديث { الأولين } وأخبارهم < < الأنفال : ( 32 ) وإذ قالوا اللهم . . . . . > > { وإذ قالوا } قال ذلك النضر { اللهم إن كان هذا }
) الذي يقول محمد عليه الصلاة والسلام { هو الحق من عندك } أن ليس لك ولد ولا شريك { فأمطر علينا } على النضر { حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم } وجيع فقتل يوم بدر صبرا <