تفسير سور اليلد والشمس والليل

> ومن السورة التى يذكر فيها البلد وهى كلها مكية آياتها عشرون وكلماتها اثنتان وثمانون وحروفها ثلثمائة وعشرون حرفا <
> { بسم الله الرحمن الرحيم }
< < البلد : ( 1 ) لا أقسم بهذا . . . . . > > وبإسناده عن ابن عباس فى قوله تعالى { لا أقسم } يقول أقسم { بهذا البلد } مكة < < البلد : ( 2 ) وأنت حل بهذا . . . . . > > { وأنت حل بهذا البلد } يقول قد أحل الله لك فى هذا البلد مالا يحل لأحد قبلك ولا بعدك ويقال وأنت حل نازل بهذا البلد ويقال وأنت فى حل مما صنعت فى هذا البلد < < البلد : ( 3 ) ووالد وما ولد > > { ووالد وما ولد } فالوالد آدم وما ولد بنوه ويقال الوالد الذى يلد من الرجال والنساء وما ولد الذى لا يلد من الرجال والنساء أقسم الله بهؤلاء الأشياء < < البلد : ( 4 ) لقد خلقنا الإنسان . . . . . > > { لقد خلقنا الإنسان } يعنى كلدة بن أسيد { في كبد } معتدل القامة ويقال يكابد أمر الدنيا والآخرة ويقال فى كبد فى قوة وشدة < < البلد : ( 5 ) أيحسب أن لن . . . . . > > { أيحسب } أيظن الكافر فى قوته وشدته { أن لن يقدر عليه أحد } يعنى على أخذه وعقوبته أحد يعنى الله < < البلد : ( 6 ) يقول أهلكت مالا . . . . . > > { يقول } يعنى كلدة بن أسيد ويقال الويد بن المغيرة { أهلكت مالا لبدا } أنفقت مالا كثيرا فى عداوة محمد صلى الله عليه وسلم فلم ينفعنى ذلك شيئا < < البلد : ( 7 ) أيحسب أن لم . . . . . > > { أيحسب } أيظن الكافر { أن لم يره أحد } لم ير الله صنيعه أنفق أم لا < < البلد : ( 8 ) ألم نجعل له . . . . . > > ثم ذكر منته عليه فقال { ألم نجعل له عينين } ينظر بهما < < البلد : ( 9 ) ولسانا وشفتين > > { ولسانا } ينطق به { وشفتين } يضم ويرفع بهما < < البلد : ( 10 ) وهديناه النجدين > > { وهديناه النجدين } بينا له الطريقين طريق الخير والشر ويقال طريق الثديين < < البلد : ( 11 ) فلا اقتحم العقبة > > { فلا اقتحم العقبة } يقول هل جاوز تلك العقبة الذى يدعى القوة وهى الصراط < < البلد : ( 12 ) وما أدراك ما . . . . . > > { وما أدراك } يا محمد { ما العقبة } هى عقبة ملساء بين الجنة والنار يعجبه بذلك < < البلد : ( 13 ) فك رقبة > > { فك رقبة } يقول اقتحامها فك رقبة ويقال لا يتجاوز تلك العقبة إلا من قد فك رقبة أعتق نسمة إذا قرأت بنصب الكاف والتاء < < البلد : ( 14 ) أو إطعام في . . . . . > > { أو إطعام في يوم ذي مسغبة } ذى مجاعة وشدة < < البلد : ( 15 ) يتيما ذا مقربة > > { يتيما ذا مقربة } ذا قربة < < البلد : ( 16 ) أو مسكينا ذا . . . . . > > { أو مسكينا ذا متربة } لاصق بالتراب من الجهد والمسكين الذى لا شىء له < < البلد : ( 17 ) ثم كان من . . . . . > > { ثم كان } مع ذلك { من الذين آمنوا } فيما بينهم بين ربهم آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { وتواصوا } تحاثوا { بالصبر } على أداء فرائض الله والمرازى { وتواصوا } تحاثوا { بالمرحمة } بالترحم على الفقراء والمساكين < < البلد : ( 18 ) أولئك أصحاب الميمنة > > { أولئك } أهل هذه الصفة { أصحاب الميمنة } أهل الجنة الذين يعطون كتابهم بيمينهم < < البلد : ( 19 ) والذين كفروا بآياتنا . . . . . > > { والذين كفروا بآياتنا } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن كلدة وأصحابه { هم أصحاب المشأمة } أهل النار يعطون كتابهم بشماله < < البلد : ( 20 ) عليهم نار مؤصدة > > { عليهم نار مؤصدة } مطبقة لغة طى

> ومن السورة التى يذكر فيها الشمس وهى كلها مكية آياتها خمس عشرة وكلماتها أربع وخمسون كلمة وحروفها مائتان وسبعة وأربعون <
> { بسم الله الرحمن الرحيم }
< < الشمس : ( 1 ) والشمس وضحاها > > وإسناده عن ابن عباس فى قوله تعالى { والشمس وضحاها } أقسم الله بالشمس وضوئها < < الشمس : ( 2 ) والقمر إذا تلاها > > { والقمر إذا تلاها } تبعها يقول تبع الشمس أول ليلة رؤى الهلال < < الشمس : ( 3 - 4 ) والنهار إذا جلاها > > { والنهار إذا جلاها والليل إذا يغشاها } مقدم ومؤخر يقول والليل إذا يغشاها يغشى ضوء النهار والنهار إذا جلاها جلى ظلمة الليل < < الشمس : ( 5 ) والسماء وما بناها > > { والسماء وما بناها } والذى خلقها وهو الله أقسم بنفسه < < الشمس : ( 6 ) والأرض وما طحاها > > { والأرض وما طحاها } والذى بسطها على الماء < < الشمس : ( 7 ) ونفس وما سواها > > { ونفس وما سواها } والذى سوى خلقها باليدين والرجلين والعينين والأذنين وسائر الأعضاء < < الشمس : ( 8 ) فألهمها فجورها وتقواها > > { فألهمها فجورها وتقواها } فعرفها وبين لها ما تأتى وما تتقى أقسم الله بنفسه وبهؤلاء الأشياء < < الشمس : ( 9 ) قد أفلح من . . . . . > > { قد أفلح } قد فاز نفس { من زكاها } من أصلحها الله وعرفها ووفقها < < الشمس : ( 10 ) وقد خاب من . . . . . > > { وقد خاب } خسر نفس { من دساها } من أغواها الله وأضلها وخذلها < < الشمس : ( 11 ) كذبت ثمود بطغواها > > { كذبت ثمود } قوم صالح { بطغواها } يقول طغيانهم حملهم على ذلك < < الشمس : ( 12 ) إذ انبعث أشقاها > > { إذ انبعث أشقاها } قام أشقى القوم قدار بن سالف ومصدع بن دهو فعقرا الناقة < < الشمس : ( 13 ) فقال لهم رسول . . . . . > > { فقال لهم رسول الله } صالح قبل أن يعقروا الناقة { ناقة الله } ذروا ناقة الله { وسقياها } أى وشربها < < الشمس : ( 14 ) فكذبوه فعقروها فدمدم . . . . . > > { فكذبوه } صالحا بالرسالة { فعقروها } فعقروا الناقة { فدمدم عليهم ربهم بذنبهم } أهلكهم ربهم بذنبهم بقتلهم الناقة وتكذيبهم صالحا { فسواها } فسواهم بالعذاب الصغير والكبير < < الشمس : ( 15 ) ولا يخاف عقباها > > { ولا يخاف عقباها } ثائرها ويقال فعقروها ولا يخاف عقباها تبعتها مقدم ومؤخر <

> ومن السورة التى يذكر فيها الليل وهى كلها مكية آياتها إحدى وعشرون وكلماتها إحدى وسبعون وحروفها ثلثمائة وعشرون حرفا <
> { بسم الله الرحمن الرحيم }
< < الليل : ( 1 ) والليل إذا يغشى > > وبإسناده عن ابن عباس فى قوله تعالى { والليل } يقول أقسم الله بالليل { إذا يغشى } ضوء النهار < < الليل : ( 2 ) والنهار إذا تجلى > > { والنهار إذا تجلى } ظلمة الليل < < الليل : ( 3 ) وما خلق الذكر . . . . . > > { وما خلق } والذى خلق { الذكر والأنثى > { < الليل : ( 4 ) إن سعيكم لشتى > > { إن سعيكم } عملكم { لشتى } مختلف مكذب بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن ومصدق بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن وعامل للجنة وعامل للنار ولهذا كان القسم < < الليل : ( 5 ) فأما من أعطى . . . . . > > { فأما من أعطى } تصدق بما له سبيل الله واشترى تسعة نفر من المؤمنين كانوا فى أيدى الكافرين يعذبونهم على دينهم فاشتراهم منهم أعتقهم { واتقى } الكفر والشرك والفواحش < < الليل : ( 6 ) وصدق بالحسنى > > { وصدق بالحسنى } بعدة الله ويقال بالجنة ويقال بلا إله إلا الله < < الليل : ( 7 ) فسنيسره لليسرى > > { فسنيسره لليسرى } فسنهون عليه الطاعة ونستوفقه بالطاعة مرة بعد مرة ويقال الصدقة فى سبيل الله مرة بعد مرة وهو أبو بكر الصديق < < الليل : ( 8 ) وأما من بخل . . . . . > > { وأما من بخل } بما له عن سبيل الله وهو الوليد بن المغيرة ويقال أبو سفيان بن حرب فلم يكن مؤمنا حينئذ { واستغنى } فى نفسه عن الله < < الليل : ( 9 ) وكذب بالحسنى > > { وكذب بالحسنى } بعدة الله ويقال بالجنة ويقال بلا إله إلا الله
< < الليل : ( 10 ) فسنيسره للعسرى > > { فسنيسره للعسرى } فسنهون عليه المعصية مرة بعد مرة والإمساك عن الصدقة فى سبيل الله < < الليل : ( 11 ) وما يغني عنه . . . . . > > { وما يغني عنه ماله } الذى جمع فى الدنيا { إذا تردى } إذا مات ويقال إذا تردى فى النار < < الليل : ( 12 ) إن علينا للهدى > > { إن علينا للهدى } للبيان بيان الخير والشر < < الليل : ( 13 ) وإن لنا للآخرة . . . . . > > { وإن لنا للآخرة والأولى } ثواب الدنيا والآخرة ويقال لنا للآخرة والأولى الآخرة بالثواب والكرامة والأولى بالمعرفة والتوفيق < < الليل : ( 14 ) فأنذرتكم نارا تلظى > > { فأنذرتكم } خوفتكم يا أهل مكة بالقرآن { نارا تلظى } تغيظ وتتلهب < < الليل : ( 15 ) لا يصلاها إلا . . . . . > > { لا يصلاها } لا يدخلها يعنى النار { إلا الأشقى } إلا الشقى فى علم الله < < الليل : ( 16 ) الذي كذب وتولى > > { الذي كذب } بالتوحيد ويقال قصر عن طاعة الله { وتولى } عن الإيمان ويقال عن التوبة < < الليل : ( 17 ) وسيجنبها الأتقى > > { وسيجنبها } يباعد ويزحزح عن النار { الأتقى } التقى < < الليل : ( 18 ) الذي يؤتي ماله . . . . . > > { الذي يؤتي ماله } يعطى ماله فى سبيل الله وهو أبو بكر الصديق { يتزكى } يريد بذلك وجه الله < < الليل : ( 19 ) وما لأحد عنده . . . . . > > { وما لأحد عنده من نعمة تجزى } ولم يعمل ذلك مجازاة لأحد < < الليل : ( 20 ) إلا ابتغاء وجه . . . . . > > { إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى } إلا طلب رضا ربه الأعلى أعلى كل شىء < < الليل : ( 21 ) ولسوف يرضى > > { ولسوف يرضى } يعطى من الثواب والكرامة حتى يرضى وهو أبو بكر الصديق وأصحابه